الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وتقديسه ، بأداء أجرها وقيمتها وهو مودّة القربى ، فالاستخفاف بمودّة القربى استخفاف بأجر الرسالة والنبوّة ، واستحلال عداوة العترة استحلال لحرمة الرسالة.
وقال ابن حجر في ترجمة لمازة بن زبّار ـ أبو لبيد البصري ـ :
ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة ، وقال : سمع من علي وكان ثقة وله أحاديث ، وقال حرب عن أبيه : كان أبو لبيد صالح الحديث ، وأثنى عليه ثناء حسنا ، وقال موسى بن إسماعيل ، عن مطر بن حمران : كنّا عند أبي لبيد فقيل له : أتحبّ عليّا؟ فقال : أحبّ عليا وقد قتل من قومي في غداة ستة آلاف ، وذكره ابن حبّان في الثقات.
وقال عباس الدوري عن يحيى بن معين : حدّثنا وهب بن جرير ، عن أبيه ، عن أبي لبيد وكان شتاما ، قلت : زاد العقيلي ، قال وهب : قلت لأبي : من كان يشتم؟ قال : كان يشتم علي بن أبي طالب ، وأخرجه الطبري من طريق عبد الله بن المبارك عن جرير بن حازم ، حدّثني الزبير بن خريت ، عن أبي لبيد ، قال : قلت له : لم تسبّ عليّا؟ قال : ألا أسبّ رجلا قتل منّا خمسمائة وألفين والشمس هاهنا ..
ثمّ قال ابن حجر ـ وقد كنت استشكل توثيقهم الناصبي غالبا ، وتوهينهم الشيعة مطلقا ، لا سيّما أنّ عليّا ورد في حقّه : «لا يحبّه إلّا مؤمن ولا يبغضه إلّا منافق». ثمّ ظهر لي في الجواب عن ذلك أنّ البغض هاهنا مقيّد بسبب وهو كونه نصر النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأن من الطبع البشري بغض من وقعت منه إساءة في حقّ المبغض ، والحبّ بعكسه ؛ وذلك ما يرجع إلى أمور الدنيا غالبا ، والخبر في حبّ علي وبغضه ليس على العموم ، فقد أحبّه من أفرط فيه حتّى ادعى أنّه نبيّ ، أو أنّه إله تعالى الله عن إفكهم ، والذي ورد في حقّ علي من ذلك قد ورد مثله في حقّ الأنصار ، وأجاب عنه العلماء أن بغضهم لأجل النصر كان