وقال المزّي في تهذيب الكمال :
وعمل للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم على زبيد وساحل اليمن ـ وهذا قبل تبوك كما لا يخفى.
واستعمله عمر بن الخطّاب على الكوفة والبصرة ، وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالأردن ، وشهد خطبة عمر بالجابية ، وقدم دمشق على معاوية. إلى أن قال : ـ وقال مجالد ، عن الشعبي : كتب عمر في وصيّته : أن لا يقرّ لي عامل أكثر من سنة ، وأقرّوا الأشعري أربع سنين (١).
وفي تاريخ دمشق عن أبي تحيى حكيم :
كنت جالسا مع عمّار فجاء أبو موسى ، فقال [عمّار] : ما لي ولك؟! قال : ألست أخاك؟! قال : ما أدري ، إلّا أنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يلعنك ليلة الجمل.
قال : إنّه استغفر لي. قال عمّار : قد شهدت اللعن ولم أشهد الاستغفار (٢).
وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ، عن شقيق :
كنّا مع حذيفة جلوسا فدخل عبد الله وأبو موسى المسجد ، فقال ـ أي حذيفة ـ : أحدهما منافق. ثمّ قال ـ أي حذيفة ـ : إنّ أشبه الناس هديا ودلّا وسمتا برسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم عبد الله (٣).
وروى الشيخ المفيد في أماليه عن عليّ عليهالسلام ـ بشأن أبي موسى ـ :
والله ما كان عندي مؤتمنا ولا ناصحا ، ولقد كان الّذين تقدّموني استولوا على مودّته ، وولّوه وسلّطوه بالإمرة على الناس ، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن أقرّه ، فأقررته على كره منّي له ، وتحمّلت على صرفه من بعد (٤).
__________________
(١). تهذيب الكمال ٤ / ٢٤٤.
(٢). تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣ ، كنز العمّال ١٣ / ٦٠٨ ح ٣٧٥٥٤.
(٣). سير أعلام النبلاء ٢ / ٣٩٣ رقم ٨٢ ، تاريخ دمشق ٣٢ / ٩٣.
(٤). الأمالي ـ للمفيد ـ ٢٩٥ رقم ٦.