وذكر المسعودي في مروج الذهب :
إنّ أبا موسى ثبّط الناس عن عليّ عليهالسلام في حرب الجمل ، فعزله عن الكوفة وكتب إليه : «اعتزل عملنا يا بن الحائك مذموما مدحورا ، فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنّات وهنيّات» (١).
وذكر ابن سعد في الطبقات عن أبي بردة ـ وهو ابن أبي موسى الأشعري ـ :
ـ إذ دخل يزيد بن معاوية فقال له معاوية : إن وليت من أمر الناس شيئا فاستوص بهذا ، فإنّ أباه كان أخا لي ـ أو خليلا أو نحو هذا من القول ـ غير أنّي قد رأيت في القتال ما لم ير (٢).
الحادية عشرة : إنّ أحد أعضاء مجموعة أهل العقبة والرهط هو عبد الله بن قيس بن سليم ، المشتهر ب أبي موسى الأشعري ، صاحب البرنس الأسود ، وهو أوّل بصمات المجموعة يجدها المتتبّع بوضوح ، ومنه تتلاحق بقية البصمات.
الثانية عشرة : ما تقدّم من قول عليّ عليهالسلام من أنّ الخلفاء قبله «استولوا على مودّته!! وولّوه وسلّطوه بالإمرة على الناس» ، وقال عليهالسلام له : «فما هذا أوّل يومنا منك ، وإنّ لك فينا لهنّات وهنيّات» ؛ فما هو يا ترى سبب مودّتهم له بالدرجة الشديدة ، كما عبّرعليهالسلام : «استولوا على مودّته»؟! وما هو سبب توليتهم وتسليطهم له ، على نقيض نفرة حذيفة وعمّار له ، وتنويههم وتصريحهم بأنّه من مجموعة أهل العقبة؟!
الثالثة عشرة : ما تقدّم من تصريح معاوية بخلّته لأبي موسى الأشعري ، كما في شدّة مودّة الخلفاء السابقين له أيضا ، وتوافقهم على توليته وتسليطه على إمارة على الناس ..
__________________
(١). مروج الذهب ٢ / ٣٦٧ ، تاريخ الطبري ٤ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.
(٢). الطبقات الكبرى ٤ / ١١٢ ، تاريخ الطبري ٥ / ٣٣٢ ، سير أعلام النبلاء ٢ / ٤٠١ رقم ٨٢.