وقال : قال يحيى بن سلام : قوله : (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا) : مثل ضربه الله يحذّر به عائشة وحفصة في المخالفة حين تظاهرتا على رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ، ثمّ ضرب لهما مثلا بامرأة فرعون ومريم بنت عمران ؛ ترغيبا في التمسّك بالطاعة والثبات على الدين (١).
وقال الشوكاني في قوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) :
واخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عبّاس في قوله : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ، قال : زاغت وأثمت (٢). وأخرج البزّار والطبراني ـ قال السيوطي : بسند صحيح ـ عن ابن عبّاس ، قال : قلت لعمر بن الخطّاب : من المرأتان اللتان تظاهرتا؟ قال : عائشة وحفصة (٣).
وصغو القلب : ميله إلى الإثم ، وزيغه عن سبيل الاستقامة ، وعدوله عن الصواب إلى ما يوجب الإثم (٤). وحكى الطبرسي عن مقاتل ـ في ذيل السورة ـ أنّه قال :
يقول الله سبحانه لعائشة وحفصة : لا تكونا بمنزلة امرأة نوح وامرأة لوط في المعصية ، وكونا بمنزلة امرأة فرعون ومريم (٥).
وروى الطبري عن الضحّاك في تفسير قوله تعالى : (فَخانَتاهُما).
قال : «في الدين فخانتاهما» ، وقال : «وقوله : (فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً) ، يقول : فلم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله ـ لمّا عاقبهما على خيانتهما أزواجهما ـ شيئا ، ولم ينفعهما أن كان أزواجهما أنبياء» ، وروى مثل ذلك
__________________
(١). الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ٢٠٢ ، وروى ذلك ابن الجوزي في زاد المسير ٨ / ٥٦.
(٢). فتح القدير ـ للشوكاني ـ ٥ / ٢٥٣.
(٣). فتح القدير ٥ / ٢٥١ ، وفي صحيح البخاري ٦ / ١٩٥ ـ ١٩٧.
(٤). مجمع البيان ـ للطبرسي ـ المجلّد ٥ / ٣١٦.
(٥). مجمع البيان ـ المجلّد ٥ / ٣١٩.