من الدخول في الإسلام منذ أوائل عهده هو الوصول إلى مسند القدرة وزمام الأمور بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كما هو طمع وهدف أعلن على لسان كثير من القبائل التي كان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يدعوها للدخول في الإسلام ؛ فقد كانت مشارطتهم للدخول في الدين استخلافهم على زمام الأمور بعد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكان النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يرفض هذا الشرط ، ويجيب بأنّ ذلك ليس له ، بل لله عزوجل ربّ العالمين.
ومع انضمام سورة التحريم إلى السور السابقة يتّضح جليّا مفاد الإشارة في السور القرآنية ، وتتبيّن أوصاف من تعرّض به الملحمة القرآنية. وقد وقع نظير هذه الأنباء من الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم حول مجريات الاستيلاء على السلطة بعده. فقد روى البخاري ، عن عمر بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد :
قال : أخبرني جدّي ، قال : كنت جالسا مع أبي هريرة في مسجد النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بالمدينة ومعنا مروان ، قال أبو هريرة : سمعت الصادق المصدّق يقول : هلكة أمّتي على يدي غلمة من قريش ، فقال مروان : لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة : لو شئت أن أقول بني فلان بني فلان لفعلت.
فكنت أخرج مع جدّي إلى بني مروان حين ملكوا بالشام ، فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا : عسى هؤلاء أن يكونوا منهم. قلنا : أنت أعلم (١).
قال ابن حجر في شرحه :
قال ابن بطّال : جاء المراد بالهلاك مبيّنا في حديث آخر لأبي هريرة أخرجه علي بن معبد ، وابن أبي شيبة من وجه آخر عن أبي هريرة ، رفعه : أعوذ بالله من إمارة الصبيان. قالوا وما إمارة الصبيان؟ قال : إن أطعتموهم هلكتم ـ أي في دينكم ـ وإن عصيتموهم أهلكوكم ، إن في دنياكم بإزهاق النفس ، أو بإذهاب المال ، أو بهما.
__________________
(١). صحيح البخاري : كتاب الفتن ب ٣ ـ فتح الباري ١٣ / ٩.