وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (١) ، والخطأ رجس ، فيكون منفيا عنهم ، وهم من تقدّم ، لما روى الترمذي عن عمر بن أبي سلمة ، أنّه لمّا نزلت هذه الآية لفّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم عليهم كساء ، وقال : «هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي ، اللهمّ أذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا». وروى مسلم عن عائشة ، قالت : خرج النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم غداة وعليه مرط مرحّل من شعر أسود ، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله ، ثمّ جاء الحسين فأدخله معه ، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها ، ثمّ جاء عليّ فأدخله ، ثمّ قال : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). وأجيب : بمنع أنّ الخطأ رجس ، والرجس قيل : العذاب ، وقيل : الإثم ، وقيل: كلّ مستقذر ومستنكر.
وأمّا في الثالثة : فلقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديّين من بعدي ، تمسّكوا بها ، وعضّوا عليها بالنواجذ» رواه الترمذي وغيره ، وصحّحه وقال : «الخلافة من بعده ثلاثون ، ثمّ تكون ملكا» أي : تصير. أخرجه أبو حاتم وأحمد في المناقب ، وكانت مدّة الأربعة هذه المدّة إلّا ستّة أشهر مدّة الحسن بن عليّ ، فقد حثّ على اتّباعهم ، فينتفي عنهم الخط. وأجيب بمنع انتفائه.
وأمّا في الرابعة : فلقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر» ، رواه الترمذي وغيره وحسّنه. أمر بالاقتداء بهما ، فينتفي عنهما الخطأ. وأجيب بمنع انتفائه (٢).
وعلّق البناني على قوله : «الخلافة بعدي ثلاثون سنة» :
__________________
(١). الأحزاب / ٣٣.
(٢). حاشية العلّامة البناني على شرح الجلال ـ لابن المحلّى ـ على متن جمع الجوامع ـ لابن السبكي ـ ٢ / ١٧٩ ـ ١٨٠.