ولايتهم عليهمالسلام تبيّن هذه الحقيقة الدينية.
* وأمّا الروايات
فقد روى الفريقان مستفيضا عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، أنّه قال : «لو أنّ عبدا عبد بين الركن والمقام ألف عام ثمّ ألف عام ولم يحبّنا أهل البيت أكبّه الله على منخريه في النار» (١).
وأخرج الطبراني في الأوسط ، أنّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «الزموا مودّتنا أهل البيت ، فإنّه من لقى الله عزوجل وهو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلّا بمعرفة حقّنا» (٢). وفي كثير من طرق العامّة : «وكان مبغضا لعليّ بن أبي طالب وأهل البيت [أو : آل محمّد] أكبّه ...» (٣) ؛ نعم ، في غالب الطرق الوارد فيها : «مبغضا» جعل الجزاء دخول النار ، وفي الطرق الوارد فيها : «عدم محبّتهم» ، أو : «عدم معرفتهم» ، أو : «عدم ولايتهم» جعل الجزاء عدم قبول عمله وصيرورته هباء منثورا.
وهكذا في طرقنا ؛ ففي صحيح محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول: «كلّ من دان الله عزوجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانئ لأعماله ... وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق. واعلم يا محمّد! إنّ أئمّة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلّوا وأضلّوا ، فأعمالهم التي يعملونها (كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى
__________________
(١). شرح إحقاق الحقّ ٩ / ٤٩١.
(٢). المعجم الأوسط ٣ / ٢٦ ح ٢٢٥١ ؛ وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٧٢ ، وابن حجر في الصواعق ، والنبهاني في الشرف المؤبّد : ٩٦ ، والحضرمي في رشفة الصادي : ٤٣.
(٣). لاحظ : شرح إحقاق الحقّ ٩ / ٤٩٢ ـ ٤٩٤ ، و ١٥ / ٥٧٩ ، و ١٨ / ٤٤٨ ، و ٢٠ / ٢٩٠ ـ ٣١٥ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٤٩ ، الغدير ٢ / ٣٠١ ، و ٩ / ٢٦٨. وأخرجه الطبراني والسيوطي والثعلبي والنبهاني ، وابن حجر في الصواعق : ١٧٢. وغيرهم.