شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) (١)» (٢).
وفي رواية عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث ، قال : «والله لو أنّ إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبّر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ، ولا قبله الله عزوجل ؛ ما لم يسجد لآدم كما أمره الله عزوجل أن يسجد له ، وكذلك هذه الأمّة العاصية ، المفتونة بعد نبيّها صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وبعد تركهم الإمام الذي نصبه نبيّهم صلىاللهعليهوآلهوسلم لهم ، فلن يقبل الله لهم عملا ، ولن يرفع لهم حسنة ، حتّى يأتوا الله من حيث أمرهم ، ويتولّوا الإمام الذي أمروا بولايته ، ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله ورسوله لهم».
وفي رواية ميسر : «ثمّ لقى الله بغير ولايتنا لكان حقيقا على الله عزوجل أن يكبّه على منخريه في نار جهنّم» (٣). وفي رواية أخرى : «ولم يعرف حقّنا وحرمتنا أهل البيت لم يقبل الله منه شيئا أبدا» (٤) ، ومثلها رواية المفضّل (٥).
وفي صحيح آخر لمحمّد بن مسلم ، عن أحدهما عليهالسلام ، قال : «قلت : إنّا لنرى الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحقّ ، فهل ينفعه ذلك شيئا؟!
فقال : يا أبا محمّد! إنّما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل ، كان لا يجتهد أحد منهم أربعين ليلة إلّا دعا فأجيب ، وإنّ رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثمّ دعا فلم يستجب له ، فأتى عيسى بن مريم عليهالسلام يشكو إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء ، قال : فتطهّر عيسى وصلّى ثمّ دعا الله عزوجل ، فأوحى الله عزوجل إليه : يا عيسى بن مريم! إنّ عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتى منه ، إنّه دعاني وفي قلبه شكّ منك ، فلو دعاني حتّى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما استجبت له. قال : فالتفت إليه عيسى عليهالسلام فقال : تدعو ربّك و
__________________
(١). إبراهيم / ١٨.
(٢). الكافي ١ / ١٤٠ ح ٨ ، الوسائل ١ / ١١٨ ح ٢٩٧.
(٣). عقاب الأعمال : ٢٥٠ ذيل ح ١٦ ، الوسائل ١ / ١٢٣ ذيل ح ٣١٢.
(٤). علل الشرائع : ٢٥٠ ح ٧ ، الوسائل ١ / ١٢٣ ذيل ح ٣١٠.
(٥). عقاب الأعمال : ٢٤٤ ذيل ح ٣ ، الوسائل ١ / ١٢٤ ح ٣١٤.