في رواية ابن الطيّار عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن المستضعف ، فقال : «هو الذي لا يستطيع حيلة الكفر فيكفر ، ولا يهتدي سبيلا إلى الإيمان فيؤمن ، لا يستطيع أن يؤمن ولا يستطيع أن يكفر ، فهم الصبيان ، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان ، ومن رفع عنه القلم» (١).
وروى أيضا ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «المرجون لأمر الله قوم كانوا مشركين قتلوا حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين ثمّ دخلوا بعده في الإسلام ، فوحّدوا الله وتركوا الشرك ، ولم يعرفوا الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنّة ، ولم يكونوا على جحودهم فتجب لهم النار ، فهم على تلك الحالة مرجون لأمر الله إمّا يعذّبهم وإمّا يتوب عليهم» (٢).
وظاهر الرواية الثانية أنّ «المرجأ» هو الذي أسلم ولم يؤمن ، نظير قوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) (٣).
وروى الحلبي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «الناس على ستّ فرق : مستضعف ، ومؤلّف ، ومرجى ، ومعترف بذنبه ، وناصب ، ومؤمن» (٤).
وروى عبد الغفّار الجازي عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «إنّ المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا ، ومن لم يكن من أهل القبلة ناصبا فهو مستضعف» (٥).
وهذه الرواية تبيّن أنّ القصور على درجات عديدة ، شدّة وضعفا ، وهو هكذا عقلا ، والضابطة فيه : أن لا يكون ناصبا ، وهي تشير إلى اشتراط انتفاء درجات نصب العداء التي
__________________
(١). تفسير القمّي ١ / ١٤٩ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٧ ح ١.
(٢). تفسير القمّي ١ / ٣٠٤ ـ ٣٠٥ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٧.
(٣). الحجرات / ١٤.
(٤). الخصال : ٣٣٣ ح ٣٤ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٨ ح ٤.
(٥). معاني الأخبار : ٢٠٠ ح ١ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٥٩ ح ٨.