قد فسّرت في روايات عديدة بأنّ منها : معاداة الشيعة لكونهم أتباع أهل البيت عليهمالسلام ، ومنها : تولّي أصحاب السقيفة والائتمام بهم ، ومنها : بغض أهل البيت قلبا وإن لم يكن لسانا ، ومنها : إنكار وجحد فضائل أهل البيت عليهمالسلام ، وستأتي الروايات في ذلك.
وفي رواية سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : «ما تقول في المستضعفين؟ فقال لي شبها بالمفزع : «وتركتم أحدا يكون مستضعفا؟! وأين المستضعفون؟! فو الله لقد مشى بأمركم هذا العواتق إلى العواتق في خدورهنّ ، وتحدّث به السقايات بطرق المدينة» (١).
وروى عمرو بن إسحاق ، قال : سئل أبو عبد الله عليهالسلام : «ما حدّ المستضعف الذي ذكره الله عزوجل؟ قال : من لا يحسن سورة من القرآن وقد خلقه الله عزوجل خلقة ما ينبغي له أن لا يحسن» (٢) ؛ والحدّ في هذه الرواية من هو متخلّف عقليا.
وفي رواية حمران ، قال سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ)؟ قال : «هم أهل الولاية» ، قلت : وأي ولاية؟! فقال : «أما إنّها ليست بولاية في الدين ولكنّها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة ، وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفّار ، وهم المرجون لأمر الله عزوجل» (٣).
وروى سليمان بن خالد ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ) الآية؟ قال : «يا سليمان! في هؤلاء المستضعفين من هو أثخن رقبة منك ، المستضعفون قوم يصومون ويصدّون ، تعفّ بطونهم وفروجهم ، لا يرون أنّ الحقّ في غيرنا [غيرها] آخذين بأغصان الشجرة ، (فَأُولئِكَ عَسَى اللهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ) ؛ إذ كانوا آخذين بالأغصان وإن لم يعرفوا أولئك ، فإن عفى عنهم
__________________
(١). معاني الأخبار : ٢٠١ ح ٦ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٠ ح ١١.
(٢). معاني الأخبار : ٢٠٢ ح ٧ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٠ ح ١٢.
(٣). مرّت تخريجات الحديث في ص ١٠٦.