فبرحمته ، وإن عذّبهم فبضلالتهم عمّا عرّفهم» (١).
وعلى نسخة : «غيرها» ؛ يكون المعنى : لا يرون أنّ الحقّ في غير الأعمال الصالحة ، كالصوم والصلاة والعفّة ، ولا يعرفون حقائق الإيمان والولاية ، فعسى أن يعفو الله تعالى عنهم بأخذهم بتلك الأعمال وبعد امتحانهم ـ كما تقدّم في مستفيض الروايات ـ وإن لم يعرفوا أولئك أصحاب السقيفة بالباطل ، فإن عفى عنهم بعد الامتحان فبرحمته ، وإن عذّبهم فبضلالتهم عن حقيقة الإيمان التي عرّفها لهم ، ومن هو أثخن رقبة منك ، أي الساذج البله ..
وعلى نسخة : «غيرنا» ؛ أي : لا يرون أنّ الحقّ في غيرنا ، ولكنّهم لم يعرفوا أصحاب السقيفة بالباطل ، فلديهم تولّي ولكن ليس لديهم تبرّي.
وفي موثّق سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : سألته عن المستضعفين؟ فقال : «البلهاء في خدرها والخادم تقول لها : صلّ فتصلّي لا تدري إلّا ما قلت لها ، والجليب المجلوب ، وهو الخادم الذي لا يدري إلّا ما قلت له ، والكبير الفاني ، والصبي الصغير ، هؤلاء المستضعفين ، فأمّا رجل شديد العنق ، جدل خصم ، يتولّى الشراء والبيع ، لا تستطيع أن تغبنه في شيء تقول : هذا مستضعف؟! لا ولا كرامة» (٢).
وروى الصدوق عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «من عرف الاختلاف فليس بمستضعف» (٣) ، وفي رواية أبي بصير : «من عرف اختلاف الناس ...» (٤).
وفي رواية سليم بن قيس في جواب أمير المؤمنين عليهالسلام للأشعث بن قيس ؛ قال الأشعث ـ رأس الفتنة ـ : «والله لئن كان الأمر كما تقول لقد هلكت الأمّة غيرك وغير
__________________
(١). تفسير العيّاشي ١ / ٢٧٠ ح ٢٥٠ ، معاني الأخبار : ٢٠٢ ح ٩ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦١ ح ١٤.
(٢). تفسير العيّاشي ١ / ٢٧٠ ح ٢٥١ ، معاني الأخبار : ٢٠٣ ح ١٠ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦١ ح ١٥.
(٣). معاني الأخبار : ٢٠٠ ح ٢ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٢ ح ١٧.
(٤). معاني الأخبار : ٢٠١ ح ٣ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٦٢ ح ١٨.