شيعتك؟! قال : فإنّ الحقّ والله معي يا ابن قيس كما أقول ، وما هلك من الأمّة إلّا الناصبين والمكابرين والجاحدين والمعاندين ، فأمّا من تمسّك بالتوحيد والإقرار بمحمّد والإسلام ، ولم يخرج من الملّة ، ولم يظاهر علينا الظلمة ولم ينصب لنا العداوة ، وشكّ في الخلافة ولم يعرف أهلها وولاتها ، ولم يعرف لنا ولاية ولم ينصب لنا عداوة ، فإنّ ذلك مسلم مستضعف يرجى له رحمة الله ويتخوّف عليه ذنوبه» (١).
فذكر عليهالسلام للمستضعف تسعة قيود لفظا قد ترجع خمسة منها إلى أن لا يتوالى أعداء أهل البيت ، والغاصبين للخلافة ، ويكون شاكّا ، ولا يظاهر عليهم النصّاب.
وروى في مستطرفات السرائر مسائل محمّد بن على بن عيسى مكاتبة لمولانا أبي الحسن الهادي عليهالسلام ، قال : «كتبت إليه أسأله عن الناصب ، هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاده بإمامتهما؟! فرجع الجواب : «من كان على هذا فهو ناصب» (٢).
وروى في العلل ، بسنده إلى عبد الله بن سنان ، عن الصادق عليهالسلام ، قال : «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ؛ لأنّك لا تجد رجلا يقول : أنا أبغض محمّدا وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وأنّكم من شيعتنا» (٣).
وروى المعلّى بن الخنيس ، قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : «ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنّك لا تجد أحدا يقول : أنا أبغض محمّدا وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وتتبرءون من أعدائنا» (٤).
وروي في الأمالي عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، قال : «من سرّه أن يعلم أمحبّ لنا أم مبغض؟! فليمتحن قلبه ، فإن كان يحبّ وليّا لنا فليس بمبغض لنا ، وإن كان يبغض وليّا لنا
__________________
(١). كتاب سليم بن قيس الكوفي ٢ / ٦٧٠ ضمن ح ١٢ ، بحار الأنوار ٧٢ / ١٧٠ ح ٣٦.
(٢). مستطرفات السرائر ٣ / ٥٨٣.
(٣). علل الشرائع : ٦٠١ ح ٦٠ ، طبعة النجف الأشرف.
(٤). معاني الأخبار : ٣٦٥ ح ١.