والحيرة والاضطراب.
روى الشيخ المفيد بسنده عن سلمان رضي الله عنه ، يقول : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «تفترق أمّتي ثلاث فرق : فرقة على الحقّ لا ينقص الباطل منه شيئا ، يحبّونني ويحبّون أهل بيتي ، مثلهم كمثل الذهب الجيّد كلّما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلّا جودة ، وفرقة على الباطل لا ينقص الحقّ منه شيئا ، يبغضونني ويبغضون أهل بيتي ، مثلهم مثل الحديد كلّما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلّا شرّا ، وفرقة مدهدهة ، على ملّة السامري ، لا يقولون : لا مساس ، لكنّهم يقولون : لا قتال ، إمامهم عبد الله بن قيس الأشعري» (١).
ويشير صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى اضطراب الفرقة الثالثة ، وأنّ شعارهم : «لا قتال» ، أي : لا فيصلة بين الحقّ عن الباطل ، ويمزجون المذاهب والمسارات ، مدهدهة البصيرة (٢).
وروي ذلك عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، إلّا أنّه وصف الفرقة المذبذبة بأنّها شرّ الفرق ؛ فقال : «إنّ هذه الأمّة تفترق على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة واحدة منها في الجنّة واثنتان وسبعون في النار ، وشرّها فأبغضها إلى الله وأبعدها منه السامرة ، الّذين يقولون : «لا قتال» وكذبوا ، وقد أمر الله عزوجل بقتال هؤلاء الباغين في كتابه وسنّة نبيّه ، وكذلك المارقة» (٣).
وروى في كشف الغمّة أنّ عليّ بن الحسين عليهالسلام قال : «قد انتحلت طوائف من هذه الأمّة ـ بعد مفارقتها أئمّة الدين والشجرة النبوية ـ إخلاص الديانة وأخذوا أنفسهم في ضحائل الرهبانية و ... حتّى إذا طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقّة وامتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين ...
__________________
(١). الأمالي ـ للشيخ المفيد ـ ٢٩ ح ٣.
(٢). مناقب عليّ بن أبي طالب ـ لابن مردويه ـ ١٢٤ ح ١٥٧ ، بحار الأنوار ٢٨ / ٩ ـ ١٠ ح ١٢ و ١٦.
(٣). كتاب سليم بن قيس الكوفي ٢ / ٦٦٣ ضمن ح ١٢.