محمّد قد أفسده من خلفكم وترك ، فهلمّوا فأقيموا دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم» (١).
ورواه ابن الأثير أيضا ، إلّا أنّه بهذا اللفظ : «فإنّ دين محمّد قد أفسده خليفتكم فأقيموه» (٢). ورواه ابن أبي الحديد بلفظ : «فاخلعوه» (٣).
وهذه الصحوة التي حصلت للمسلمين في قتل عثمان لم تكن نافعة تماما لتستأصل الداء ؛ وذلك لأنّ أسس الانحراف في الأمّة وبنيان الفساد قد تمّ على طول عهد الثلاثة ، ولم تكن تلك البنى لتزول بسهولة ، كما سنشير إليها ، كما لم يكن الحال الموصوف في كلام الناس مختصّا بعهد عثمان من أنّ دين محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم قد أفسده الخليفة ، فإلى م يدعو المسلمون الآخرين في الجهاد في سبيل الله عزوجل؟! وهل هو جهاد في سبيل الله أم في سبيل الخلافة الفاسدة؟! وإلى ما ذا يدعى الآخرين؟ إلى الدين الذي قد أفسده الخلفاء؟!
ويشير الإمام الصادق عليهالسلام إلى هذه الحالة التي نخرت في داخل المسلمين والنظام الديني في صحيح أبي بكر الحضرمي : قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أهل الشام شرّ أم أهل الروم؟ فقال : إنّ الروم كفروا ولم يعادونا وإنّ أهل الشام كفروا وعادونا» (٤).
يشير عليهالسلام إلى كفر إبليس لعنه الله ؛ فكفره كان جحود خليفة الله آدم عليهالسلام ، ولم يكن كفره بجحود الذات الإلهية ، ولا بجحود المعاد ، ولا بجحود شريعة الله تعالى ، فقد كان يتعبّد.
وكذلك في موثّق سليمان بن خالد ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : قال : «أهل الشام شرّ من أهل الروم ، وأهل المدينة شرّ من أهل مكّة ، وأهل مكّة يكفرون بالله جهرة» (٥).
قال في مرآة العقول :
__________________
(١). تاريخ الطبري ٥ / ١١٥.
(٢). الكامل في التاريخ ٥ / ٧٠.
(٣). شرح نهج البلاغة ١ / ١٦٥ وج ٤ / ٣٠٧ ـ ٣٠٨.
(٤). الكافي ٢ / كتاب : الإيمان والكفر ـ باب : صنوف أهل الخلاف ح ٥.
(٥). الكافي ٢ / كتاب : الإيمان والكفر ـ باب : صنوف أهل الخلاف ح ٣.