التي اشترط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين.
فإذا تكاملت شرائط الله عزوجل كان مؤمنا ، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما ، وإذا كان مظلوما كان مأذونا له في الجهاد ؛ لقول الله عزوجل : (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ). وإن لم يكن مستكملا لشرائط الإيمان فهو ظالم ممّن ينبغي ويجب جهاده حتّى يتوب ، وليس مثله مأذونا له في الجهاد والدعاء إلى الله عزوجل ؛ لأنّه ليس من المؤمنين المظلومين الّذين أذن لهم في القرآن في القتال ... ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم ...
ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون بجهاده وحظر الجهاد عليه ومنعه منه ، ولا يكون داعيا إلى الله عزوجل من أمر بدعائه مثله إلى التوبة والحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به ، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه ...
ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرائط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين : لا تجاهدوا. ولكن نقول : قد علّمناكم ما شرط الله عزوجل على أهل الجهاد ... فليصلح امرؤ ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك ، وليعرضها على شرائط اللهعزوجل ...» (١).
وفي صحيح عبد الكريم بن عتبة الهاشمي ، عن الصادق عليهالسلام ، عن أبيه عليهالسلام : «... أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من ضرب الناس بسيفه ودعاهم إلى نفسه وفي المسلمين من هو أعلم منه فهو ضالّ متكلّف» (٢).
وفي موثّق سماعة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «لقى عبّاد البصري عليّ بن الحسين عليهالسلام في طريق مكّة فقال له : يا عليّ بن الحسين! تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت
__________________
(١). انظر : وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٩ ح ١.
(٢). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٩ ح ٢.