على الحجّ ولينه ، إنّ الله عزوجل يقول : (إِنَّ اللهَ اشْتَرى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) (١). الآية. فقال عليّ بن الحسين صلوات الله عليه : أتمّ الآية. فقال : (التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ ...). الآية. فقال عليّ بن الحسين عليهالسلام : إذا رأينا هؤلاء الّذين هذه صفتهم فالجهاد معهم أفضل من الحجّ» (٢).
وفي رواية أخرى : إنّ السائل قرأ الآية إلى : (وَالْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ). قال : فقال عليّ بن الحسين عليهالسلام : «إذا ظهر هؤلاء لم نؤثر على الجهاد شيئا» (٣).
وفي رواية أبي بصير ، عن الصادق عليهالسلام ، عن آبائه عليهمالسلام ، قال : «قال أمير المؤمنين عليهالسلام : لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ولا ينفّذ في الفيء أمر الله عزوجل ، فإنّه إن مات في ذلك المكان كان معينا لعدوّنا في حبس حقّنا ، والإشاطة بدمائنا ، وميتته ميتة جاهلية» (٤).
وروى الطوسي والمفيد بسند إلى عليّ عليهالسلام ، أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال له : «يا عليّ! إنّ الله تعالى قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي. فقلت : يا رسول الله! وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟
قال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله وهم مخالفون لسنّتي ، وطاعنون في ديني. فقلت : فعلام نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلّا الله وأنّك رسول الله؟ فقال : على إحداثهم في دينهم ، وفراقهم لأمري ، واستحلالهم دماء عترتي». الحديث (٥).
وفي رواية الهيثم الرمّاني عن الرضا عليهالسلام : إنّ عليّا عليهالسلام ترك جهاد أعدائه خمسا
__________________
(١). التوبة / ١١١.
(٢). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ١٢ ح ٣.
(٣). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ١٢ ح ٦.
(٤). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٦ ح ٨.
(٥). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٢٦ ح ٧.