وعشرين سنة لقلّة أعوانه عليهم ، مقتديا برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ إذ ترك صلىاللهعليهوآلهوسلم جهاد المشركين ثلاث عشرة سنة في مكّة ، وتسعة عشر شهرا في المدينة لقلّة أعوانه عليهم (١).
ومن كلّ ذلك يتبيّن أنّ تحديد القيادة التي تقود وتحكم أمر مصيري في البديل الذي يراد بناؤه ، وبالتالي الأهداف المراد إقامتها ، فليس الجهاد من أجل جمع الثروات والأموال وتوسيع السلطة ، بل هو لإقامة العدل والفضيلة والإيمان ، وهذا يتوقّف على القائد والوليّ المتّصف بذلك كي تتحقّق هذه الأهداف.
ومن ثمّ أطلق على النظام البديل الذي حلّ في البلدان المفتوحة : دار الإسلام ، لا دار الإيمان ، في روايات وفقه أهل البيت عليهمالسلام ، وقد مرّت بعض تلك الروايات ، وبعضها يتضمّن تسميتها ب : دار الفاسقين ؛ إذ أنّ الإسلام يجتمع مع الفسق ، والتسمية تتبع نظام الحكم وصفة الحاكم. ويطلق عليها أيضا : دار التقية ، كما في رواية الفضل عن الرضا عليهالسلام (٢) ، ودار الهدنة ، كما في صحيح محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام : «إنّ القائم ـ عجّل الله تعالى فرجه الشريف ـ إذا قام يبطل ما كان في الهدنة ممّا كان في أيدي الناس ، ويستقبل بهم العدل» (٣).
والوجه في ذلك كلّه أنّ دين الإسلام ليس شعارا أجوف خال ولقلقة لسان ، بل هو نظام متكامل مجموعي موحّد.
الثاني ـ من أسباب الظفر ـ
انجذاب البلدان المجاورة إلى سيرة النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم المباركة
__________________
(١). انظر : وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٣٠ ح ١.
(٢). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٢٦ ح ٩.
(٣). وسائل الشيعة ـ أبواب جهاد العدوّ ب ٢٥ ح ٢.