المسيحية هو شعار الرحمة والعطف واللين والسماحة ، الذي رفعه القساوسة والأساقفة من رجال المسيحية ، بينما تسامع أهل الروم ومن والاهم من جيوش الفتوح سواء داخل الجزيرة أو في بلاد العراق وفارس ومصر والشام عن سياسات نظام السقيفة في تلك البلدان ، إلى أن بلغت ذروتها في عهد الأمويّين ، التي مرّ علينا بعضا منها في كيفية الممارسات في كلا البعدين في خصوص عهد الشيخين.
والغريب ممّن يبصر الفساد والانحراف في النظام السياسي والديني في عصر الأمويّين والعبّاسيّين ويتعامى عن جذوره في نظام السقيفة!!
الرابعة : بقاء الصورة المظلمة في أذهان كثير من شعوب دول العالم عن دين الإسلام نتيجة الممارسات القديمة على الصعيدين الداخلي والخارجي ، وكذلك الممارسات الحديثة الداخلية في البلدان الإسلامية ؛ فإنّ الملاحظ أنّ عوامل ضعف المسلمين وتضعضعهم واستشراء الفساد في النظام الاجتماعي ترجع بالأساس إلى نوعية الطبقة السياسية الحاكمة ، وهي وليدة عوامل عدّة تتناهى إلى عامل أخير ، هو : المذاهب الدينية المبرّرة لمشروعية الحاكم مهما كانت أوصافه وأحواله ما لم يظهر منه كفرا بواحا ؛ كما روى ذلك البخاري في صحيحه في كتاب الفتن : «والخارج على جماعة المسلمين ونظامهم مهما بلغ في الفساد مهدور الدم» ، إلى غير ذلك من ثوابت مذاهب السقيفة.