وقوله تعالى : (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) (١).
وقوله تعالى : (وَنَزَّلْنٰا عَلَيْكَ الْكِتٰابَ تِبْيٰاناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرىٰ لِلْمُسْلِمِين) (٢).
ومن الواضح أنّ المصحف الشريف وظاهر التنزيل ليس بحسب ظاهره تبيان كلّ شيء; إذ هو منعوت بالمُحْكم والمتشابه ، في الآية السابعة من سورة آل عمران ، بل المنعوت بتبيان كلّ شيء ، وأنّه مبين كلّه ، هو الكتاب المكنون ، وفي اللوح المحفوظ ، الذي : (لاٰ يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) ، وهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومون (عليهم السلام) ، الّذين شهد القرآن بطهارتهم من قبل الباري تعالى ، لا كلّ متطهّر بالوضوء والغسل ; وكم فرق بين مَن طهّره الله تعالى ، فهو مُطَهَّرْ ، وبين مَن يتطهّر في بدنه بالوضوء والغسل ، فهو مُتَطَّهِرْ لا مُطَهَّرْ؟!
والكتاب المبين قد نُعت في قوله تعالى : (وَمٰا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقٰالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلاٰ فِي السَّمٰاءِ وَلاٰ أَصْغَرَ مِنْ ذٰلِكَ وَلاٰ أَكْبَرَ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ) (٣).
وكذا قوله تعالى (مٰا فَرَّطْنٰا فِي الْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ) (٤)
وقال تعالى : (يَمْحُوا اللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتٰابِ) (٥).
فكلّ لوح القضاء والقدر مثبت في الكتاب المبين ، وهو الذي ينزل منه تقدير كلّ شيء في الليلة المباركة ، ليلة القدر ; إذ قال تعالى : (حم * وَالْكِتٰابِ الْمُبِينِ * إِنّٰا جَعَلْنٰاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتٰابِ لَدَيْنٰا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٦).
فكلّ هذه من مراتب الكتاب وحقائقه ، وما في المصحف الشريف ليس إلاّ
__________________
(١) سورة البروج ٢١ : ٨٥ و ٢٢.
(٢) سورة النحل ٨٩ : ١٦.
(٣) سورة يونس ٦١ : ١٠ ، وكذلك : سورة سبأ ٣ : ٣٤.
(٤) سورة الأنعام ٣١ : ٦.
(٥) سورة الرعد ٣٩ : ١٣.
(٦) سورة الدُخَان ١ : ٤٤ ـ ٤.