وأخرج ابن جرير والطبراني من طريق ابن مليكة ، عن عبد الله بن الزبير : أنّ الأقرع بن حابس ... وذكر قريباً من ألفاظ الرواية السابقة.
وحكى عن مجاهد في قوله : (لاٰ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللّٰهِ وَرَسُولِهِ) ؛ قال : لا تفتاتوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيء حتّى يقضي الله على لسانه.
وحكى عنه في قوله : (وَلاٰ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ) .. الآية ، قال : لا تنادوه نداءً ، ولكن قولوا قولاً ليّناً : يا رسول الله!)) (١).
أقول :
فإذا كان رفع الصوت يحبط الله تعالى به جميع أعمال الإنسان ، حتّى إيمانه الذي هو أُمّ أعماله ; لِما في رفع الصوت من غلظة وجفاء وخشونة وجلافة ، فكيف بالاعتراض والإدانة والاستنكار والعياذ بالله تعالى؟!
بل والتطاول باليد بجرّ رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) من ثوبه؟!
ويجعلون ذلك منقبة تنزل الآية بتصديقها!!
* ومنها : ما ورد في أحداث صلح الحديبية :
فقد روى السيوطي في الدرّ المنثور ، قال : ((وأخرج عبد الرزّاق ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والبخاري ، وأبو داود ، والنسائي ، وابن جرير ، وابن المنذر ، عن المسوّر بن مخرمة ومروان بن الحكم ، قالا : خرج رسول الله صلّى الله عليه (آله) وسلّم زمن الحديبية)).
ثمّ ذكر الأحداث التي جرت في الحديبية ، وصلح الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) مع قريش ..
ثمّ قال : ((فقال عمر بن الخطّاب : والله ما شككت منذ أسلمت ، إلاّ يومئذ ; فأتيت النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقلت : ألست نبيّ الله؟!
قال : بلى.
__________________
(١) الدرّ المنثور ٦/ ٨٤.