الظلمة عندهم قطعت بلادها ووافت الفضيحة العليا من العليا حتى شاهدت النور وقال لهم. ان كانت بلادها لا تتناهى من جهة السفل فكيف قطعتها الهمّامة لان قطع ما لا نهاية له محال. ثم زعم مع ذلك ان الروح اذا فارق البدن قطع العالم الى فوق مع قوله بان المقطوع من العالم غير متناهية الأجزاء. بل كل قطعة منها غير متناهية الاجزاء فكيف قطعها الروح فى وقت متناه. ولاجل هذا الالزام قال بالطفرة التى لم يسبق إليها من أهل الاهواء غيره. واعجب من هذا انه الزم الثنوية بتناهى النور والظلمة من كل جهة من الجهات الست من اجل قولهم بتناهى كل واحد منها من جهة ملاقاته للآخر. فهل استدل بتناهى كل جسم من جميع جهات اطرافه على تناهى اجزائه فى الوسط. واذا كان تناهى الجسم من جهاته الست لا يدل عنده على تناهيه فى الوسط لم ينفصل من الثنوية اذا قالوا ان تناهى كل واحد من النور والظلمة من جهة الملاقاة لا يدل على تناهيهما من سائر الجهات (٥٣ ب)
الفضيحة الحادية عشرة من فضائحه قوله بالطفرة وهى دعواه ان الجسم قد يكون فى مكان ثم يصير منه الى المكان الثالث أو العاشر منه من غير مرور بالامكنة المتوسطة بينه وبين العاشر ومن غير ان يصير معدوما فى الأول ومعادا فى العاشر. ونحن نتحاكم