وانما انكر على ابن مسعود روايته. أن السعيد من سعد فى بطن أمه والشقىّ من شقى فى بطن أمه. لأن هذا اخلاف قول القدرية فى دعواها من السعادة والشقاوة ليستأمن قضاء الله عزوجل وقدره. وانما إنكاره انشقاق القمر فإنما كره منه ثبوت معجزة لنبينا عليهالسلام كما انكر معجزته فى نظم القرآن فإن كان أحال (٥٧ ا) انشقاق القمر مع ذكر الله عزوجل ذلك فى القرآن مع قوله من طريق العقل فقد زعم أن جامع اجزاء القمر لا يقدر على تفريقها. وان اجاز انشقاق القمر فى القدرة والإمكان فما الّذي اوجب كذب ابن مسعود فى روايته انشقاق القمر مع ذكر الله عزوجل ذلك فى القرآن مع قوله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) (القمر ١ و ٢) فقول النظام بانشقاق القمر. لم يكن أصلا. شرّ من قول المشركين الذين قالوا لما رأوا انشقاقه زعموا أن ذلك واقع بسحر. ومنكر وجود المعجزة شرّ ممن تأوّلها على غير وجهها. وأما انكاره رؤية الجنّ اصلا لزمه أن لا يرى بعض الجنّ بعضا وان اجاز رؤيتهم فما الّذي أوجب تكذيب ابن مسعود فى دعواه رؤيتهم. ثم ان النظام مع ما حكيناه من ضلالاته كان افسق خلق الله عزوجل وأجرأهم على الذنوب العظام وعلى إدمان شرب المسكر. وقد