أقوى من الله عزوجل لأن افعال الله أجسام محصورة وأفعال الطباع أصناف من الاعراض. كل صنف منها غير محصور العدد. وعلى أن قول معمر بأعراض لا نهاية لها تطريق لاصحاب (٥٩ ب) الظهور والكمون على المسلمين فى حدوث الأعراض. وذلك أن المسلمين استدلوا على حدوث الاعراض فى الأجسام بتعاقب المتضادات منها على الاجسام. وأنكر أصحاب الكمون والظهور حدوث الاعراض. وزعموا أنها كلها موجودة فى الاجسام. فاذا ظهر فى الجسم بعض الاعراض كمن فيه ضده. واذا كمن فيه العرض ظهر ضده. فقال لهم المقصّدون. لو كمن العرض تارة وظهر تارة لكان ظهوره بعد الكمون وكمونه بعد الظهور لمعنى سواه. والّا افتقر ذلك المعنى فى ظهوره وكمونه الى معنى سواه لا الى نهاية. واذا بطل اجتماع ما لا نهاية له من الاعراض فى الجسم الواحد صح تعاقبها على الجسم من جهة حدوثها فيه لا من جهة الكمون والظهور. واذا قال معمر. يجوز اجتماع ما لا نهاية له من الاعراض فى الجسم لم يصح له دفع اصحاب الكمون والظهور عن دعواهم وجود أعراض لا نهاية لها من اجناس الكمون والظهور فى محل واحد. وسوق هذا الاصل يؤدى الى القول بقدم الأعراض. وذلك كفر فما يؤدى إليه مثله