وأمر سجاح المتنبية وأمر الاسود بن زيد العنسىّ. ثمّ اشتغلوا بعد ذلك بقتل سائر المرتدّين الى أن كفى الله تعالى أمرهم ثم اشتغلوا بعد ذلك بقتال الروم والعجم وفتح الله تعالى لهم الفتوح وهم فى اثناء ذلك كله على كلمة واحدة فى أبواب العدل والتوحيد والوعد والوعيد وفى سائر اصول الدين. وانما كانوا يختلفون فى فروع الفقه كميراث الجدّ مع الاخوة والأخوات مع الأب والأمّ او مع الأب وكمسائل العدل والكلالة والردّ وتعصيب الأخوات من الأب والأمّ او من الأب مع البنت او بنت الابن وكاختلافهم فى جر الولا وفى مسئلة الحرام ونحوها مما لم يورث اختلافهم فيه تضليلا ولا تفسيقا. وكانوا على هذه الجملة فى ايام أبى بكر وعمر وستّ سنين من خلافة عثمان. ثم اختلفوا (٥ ب و ٦ ا) بعد ذلك فى أمر عثمان لأشياء نقموها منه حتى أقدم لاجلها ظالموه على قتله ثم اختلفوا بعد قتله فى قاتليه وخاذليه اختلافا باقيا الى يومنا هذا. ثم اختلفوا بعد ذلك فى شأن عليّ واصحاب الجمل وفى شأن معاوية واهل صفّين وفى حكم الحكمين أبى موسى الأشعرىّ وعمرو بن العاص اختلافا باقيا الى اليوم ثم حدث فى زمان المتأخرين من الصحابة خلاف القدرية فى القدر والاستطاعة من معبد الجهنىّ وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم