في الجنة ثواب كثير لا يكون جزاء ويكون في النار عقاب كثير لا يكون جزاء وانما امتنع من تسميته جزاء (٧٥ ا) لان الجزاء لا يكون الا على فعل وعنده انه قد يكون عقاب لا على فعل. وقيل له اذا لم يكن جزاء الا على فعل فما تنكر انه لا ثواب ولا عقاب إلا على فعل. والفضيحة الثانية من فضائح أبى هاشم قوله باستحقاق الذم والشكر على فعل الغير. فزعم ان زيدا لو أمر عمرا بأن يعطى غيره فأعطاه استحق الشكر على فعل الغير من قابض العطيّة على العطية التى هى فعل غيره. وكذلك لو أمره بمعصية ففعلها لا يستحق الذم على نفس المعصية التى هى فعل غيره. وليس قوله في هذه كقول سائر فرق الامة انه يستحق الشكر او الذم على امره إياه به لا على الفعل المأمور به الّذي هو فعل غيره. وهذا المبتدع يوجب له شكرين أو ذمّين أحدهما على الامر الّذي هو فعله والآخر على المأمور به الّذي هو فعل غيره. وكيف يصح هذا القول على مذهبه؟ مع انكاره على اصحاب الكسب قولهم بأن الله تعالى يخلق اكساب عباده ثم يثيبهم او يعاقبهم عليها ويقال له. ما أنكرت على هذا الاصل الّذي هو فعل غيره انفردت به من قول الازارقة ان الله تعالى يعذّب طفل المشرك على فعل أبيه. وقيل اذا أجزت ذلك فأجز أن يستحق العبد الشكر