يتبرّءون ممن تبرأ منهما. قال عبد القاهر اجتمعت الفرق الثلاث الذين ذكرناهم من الزيدية على القول بأن أصحاب الكبائر من الامة يكونون مخلّدين فى النار فهم من هذا الوجه كالخوارج الذين أيأسوا أسراء المذنبين من رحمة الله تعالى ولا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون إنما قيل لهذه الفرق الثلاث واتباعها زيدية لقولهم بإمامة زيد بن عليّ بن الحسن بن على بن أبى طالب فى وقته وإمامة ابنه يحيى بن زيد بعد زيد. وكان زيد ابن عليّ قد بايعه على إمامته خمسة عشر ألف رجل من أهل الكوفة وخرج بهم على والى العراق وهو يوسف بن عمر الثقفىّ عامل هشام بن عبد الملك على العراقيين فلما استمرّ القتال بينه وبين يوسف بن عمر الثقفىّ قالوا له انا ننصرك على أعدائك بعد ان تخبرنا برأيك في أبى بكر وعمر اللذين ظلما جدّك عليّ ابن أبى طالب فقال زيد إنى لا أقول فيهما إلّا خيرا وما سمعت أبى يقول فيهما الّا خيرا وانما خرجت على بنى امية الذين قاتلوا جدى الحسين وأغاروا على المدينة يوم الحرّة ثم رموا بيتا لله بحجر المنجنيق (١٠ ب) والنار ففارقوه عند ذلك حتى قال لهم رفضتموني ومن يومئذ سمّوا رافضة وثبت معه نصر بن حريمة العنسى ومعاوية بن اسحاق بن يزيد بن حارثة في مقدار مائتى رجل