أطاعه بعضهم في جميع ما أمرهم به وعصاه بعضهم في جميع ما أمرهم به. فمن اطاعه في جميع ما امره به أقره في دار النعيم التي ابتدأه فيها. ومن عصاه في جميع ما أمره به أخرجه من دار النعيم الى دار العذاب الدائم وهى النار. ومن أطاعه في بعض ما أمره به وعصاه في بعض ما أمره به أخرجه الى الدنيا وألبسه بعض هذه الاجسام التى هى القوالب الكثيفة وابتلاه بالبأساء والضراء والشدة والرجاء واللذات والآلام في صور مختلفة من صور الناس والطيور والبهائم والسباع والحشرات وغيرها على مقادير ذنوبهم ومعاصيهم في الدار الاولى التى خلقهم فيها فمن كانت معاصيه في تلك الدار أقل وطاعاته اكثر كانت صورته فى الدنيا احسن. ومن كانت طاعاته فى تلك الدار أقل ومعاصيه (١٠٤ ا) اكثر صار قالبه فى الدنيا أقبح. ثم زعم ان الحيوان الّذي من الروح لا يزال في هذه الدنيا يتكرر فى قوالب وصور مختلفة ما دامت طاعاته مشوبة بذنوبه. وعلى قدر طاعاته وذنوبه يكون منازل قوالبه فى الانسانية والبيهمية ثم لا يزال من الله تعالى رسول الى كل نوع من الحيوان وتكليف للحيوان ابدا الى ان يتمحّض عمل الحيوان طاعات فيرد الى دار النعيم الدائم وهى الدار التى خلق فيها او يمحض عمله معاصى فينقل الى النار الدائم عذابها.