من (١٢٨ ا) المعتزلة في دعواهم ان الانسان قد يفعل الالوان والطعوم والروائح على سبيل التولد. وزعموا أيضا انه يصح منه فعل الرؤية في العين وفعل ادراك المسموع فى محل السمع. وأفحش من هذا قول معمر القدريّ بان الله تعالى لم يخلق شيئا من الاعراض وان الاعراض كلها من افعال الاجسام وكفاه بهذه الضلالة خزيا. وقال اهل السنة ان الهداية من الله تعالى على وجهين. احدهما من جهة ابانة الحق والدعاء إليه ونصب الادلة عليه وعلى هذا الوجه يصح اضافة الهداية الى الرسل والى كل داع الى دين الله عزوجل لانهم يرشدون اهل التكليف الى الله تعالى. وهذا تأويل قول الله عزوجل في رسوله صلىاللهعليهوسلم (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (الشورى ٥٢) اى تدعو إليه. والوجه الثانى من هداية الله سبحانه لعباده خلق الاهتداء في قلوبهم كما ذكره في قوله (فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (الانعام ١٢٦) وهذا النوع من الهداية لا يقدر عليه الّا الله تعالى. والهداية الاولى من الله تعالى شاملة لجميع المكلفين والهداية الثانية من خاصته للمهتدين. وفي تحقيق ذلك نزل قول الله تعالى (وَاللهُ يَدْعُوا إِلى دارِ السَّلامِ وَيَهْدِي