مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) (يونس ٢٥) والاضلال من الله تعالى عند اهل السنّة على معنى خلق الضلال في قلوب اهل الضلال كقوله (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) وقالوا من أضله الله فبعدله. ومن هداه فبفضله. وهذا خلاف قول القدرية في دعواها ان الهداية من الله تعالى على معنى الارشاد والدعاء الى الحق وليس إليه من هداية القلوب شيء. وزعموا ان الاضلال منه على وجهين. احدهما التسمية بان يسمى الضلال ضلالا (١٢٨ ب) والثانى على معنى جزاء اهل الضلال على ضلالتهم. ولو صحّ ما قالوا لوجب أن يقال انه أضل الكافرين لانه سماهم ضالين ولوجب ان يقال ان ابليس أضل الأنبياء المؤمنين لانه سماهم ضالين ولزمهم ان يكون من أقام الحدود على الزناة والسارقين والمرتدين مضلّا لهم. لانه قد جازاهم على ضلالتهم. وهذا فاسد فما يؤدى إليه مثله. وقال أهل السنة في الآجال. ان كل من مات حتف انفه أو قتل فانما مات باجله الّذي جعله الله أجلا لعمره. والله تعالى قادر على ابقائه والزيادة في عمره. لكنه متى لم يبقه الى مدة لم تكن المدة التى لم يبقه إليها أجلا له. وهذا كما ان المرأة التى يتزوجها قبل موته لم تكن امرأة له وان كان الله سبحانه قادرا على ان يزوجها من قبل موته. وهذا