وبايعوا بها نجدة بن عامر وأكفروا من قال بإكفار القعدة منهم عن الهجرة إليهم وأكفروا من قال بإمامة نافع وأقاموا على إمامة نجدة الى أن اختلفوا عليه فى امور نقموها منه فلما اختلفوا عليه صاروا ثلاث فرق. فرقة صارت مع عطية بن الأسود الحنفى الى سجستان وتبعهم خوارج سجستان ولهذا قيل لخوارج سجستان فى ذلك الوقت عطوية. وفرقة صارت مع أبى قديل حربا على نجدة وهم الذين قتلوا نجدة. وفرقة غدروا نجدة فى احداثه وأقاموا على إمامته. والّذي نقمه على نجدة اتباعه أشياء منها انه بعث جيشا فى غزو البرّ وجيشا فى غزو البحر ففضّل الذين بعثهم فى البرّ على الذين بعثهم فى البحر فى الرزق والعطاء. ومنها أنه بعث جيشا فأغاروا على مدينة الرسول عليهالسلام وأصابوا منها جارية من بنات عثمان بن عفان (٢٨ ا) فكتب إليه عبد الملك فى شأنها فاشتراها من الّذي كانت فى يديه وردّها الى عبد الملك بن مروان فقالوا له إنك رددت جارية لنا على عدوّنا. ومنها أنه عذر أهل الخطأ فى الاجتهاد بالجهالات وكان السبب فى ذلك أنه بعث ابنه المطرح مع جند من عسكره الى القطيف فأغاروا عليها وسبوا منها النساء والذّرّية وقوّموا النساء على أنفسهم ونكحوهنّ قبل إخراج الخمس من الغنيمة وقالوا ان دخلت النساء فى قسمنا فهو مرادنا وان زادت قيمهنّ على