ولا يليق مني أن أقول كذبا يشتهر بينهم وليس في الحسين عليهالسلام موضع عيب أعيبه فيه يكون صدقا ، فأعرض عن جوابه (١) لذلك ، قلت : حسن في ذلك التمثيل بقول الشاعر (والفضل ما شهدت به الأعداء).
على أنه قد ورد في مناقب فاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام مما رواه الشيعة والسنة مما يقتضي الجزم بما قاله الشيعة من عصمتهم ، ولو لا خوف الإطالة لأوردناه مفصلا ، وفيما ذكرناه كفاية ، ويزيده بيانا ما رواه البخاري في صحيحه في باب مناقب فاطمة عليهاالسلام قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة (٢).
وما رواه أيضا قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني (٣).
ومن صحيح مسلم قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها (٤) إلى غير ذلك (٥).
أقول وجعل إيذاءه عليهالسلام وغضبه منوطا بإيذائها وغضبها ، دليل على عصمتها ، إذ لو فعلت منكرا أو اقترفت ذنبا جاز ايذاؤها قطعا ، ولا يجوز أن يؤذي النبي صلىاللهعليهوآله ويعصيه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ويكشف عن هذا ومن عصمة أهل البيت ما نقله أهل الحديث أن عليا عليهالسلام سأل رجلا من
__________________
(١) حياة الإمام الحسين للقرشي ، ٢ / ٢٣٦.
(٢) صحيح البخاري ، الجزء الرابع ، كتاب بدء الخلق ، باب مناقب قرابة رسول الله (ص) ، وهو من الأحاديث المشهورة المستفيضة.
(٣) المصدر السابق.
(٤) صحيح مسلم ، الجزء الخامس ، ص ٥٤ ، باب فضائل فاطمة.
(٥) كشف الغمة في باب فضائل فاطمة ، ورواه عنه في البحار في باب مناقبها ، وفي الوسائل في كتاب النكاح باب استحباب حبس المرأة في بيتها ، وكنز العمال في كتاب فضائل الخمسة في فضائل فاطمة ٧ / ١١١ ، ومعاني الأخبار باب معنى الشحنة ، البحار ٣٦ / ح ١٤٦ ، ١١٠ ، مستدرك الصحيحين ٣ / ١٥٣ ، أسد الغابة ٥ / ٥٥٢ ، الإصابة ٨ / ١٥٩ ، تهذيب التهذيب ١٢ / ٤٤١ ، وميزان الاعتدال ٢ / ٧٣ ، ذخائر العقبى ٣٩.