الصحابة ، فقال له : لو أن شهودا شهدوا على فاطمة بفاحشة ما كنت تفعل بها؟ فقال : كنت أقيم عليها الحد كما أقيمه على غيرها ، فقال له عليا عليهالسلام : إذا تكون من الكافرين ، قال : ولم ذلك ، قال : لأن الله قد شهد لها بالتطهير ، فتصديق الشهود عليها بالفاحشة تكذيب لله تعالى وتصديق للشهود وهو كفر. فاعترف بذلك ولم ينكر على علي أحد من الصحابة في ذلك (١).
ومن المتفق عليه بين الأمة قول النبي صلىاللهعليهوآله : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة (٢) رواه المؤالف والمخالف. وأما الإمام علي عليهالسلام فعصمته أظهر من أن تذكر ، وكفى بقول رسول الله صلىاللهعليهوآله ان الحق معه حيث ما دار ، فلا نجاة إلا باتباعه ، ولا هلاك معه. لا يبقى مدعاكم أن الفرقة الناجية هم الإمامية الاثنا عشرية وإنما استدللتم على اتباع علي والحسن والحسين عليهمالسلام من الرجال ، فأين التسعة لأنا نقول الغرض هنا هو بيان وجوب اتباع من ذكرناه ، وأن المتبع لهم هم الفرقة الناجية ، وسنبين اتباع ذريتهم التسعة المعصومين ، على أنه قد مر ما فيه دلالة على العموم كقوله (وأبناؤهما) وهو جمع. وأيضا فمن اعتقد ما ذكرناه ، فهو معتقد لإمامة ذريتهم التسعة. إذ لا قائل بعصمة علي والحسين خاصة ، نعم ربما وقف بعض من يسمى بالشيعة (٣) دون إكمال الأئمة ، ولا يعتقد بمذهبه لأن من
__________________
(١) ذخائر العقبى ص ٣٤ ، والمناقب لابن شهرآشوب ٣ / ٣٦٢.
(٢) صحيح البخاري كتاب فضائل الصحابة (باب مناقب الحسن والحسين) ٣ / ١٣٦٩ ، الطبعة الأخيرة ، وصحيح مسلم كتاب فضائل الصحابة (باب فضائل الحسن والحسين). مستدرك الحاكم ٣ / ١٦٧ ، صحيح الترمذي ٢ / ٣٠٦ ، مسند أحمد بن حنبل ٣ / ٣ ، تاريخ البغدادي ١ / ١٤٠.
(٣) هي الفرقة الإسماعيلية وهي التي زعمت أن الإمام بعد جعفر بن محمد الصادق هو ابنه اسماعيل (١٠١ ـ ١٣٩ ه) وقالوا : ان الأمر كان لإسماعيل في حياة أبيه فلما توفي قبل أبيه جعفر بن محمد عهد الأمر لابنه محمد بن اسماعيل ، وكان الحق له ، ولا يجوز غير ذلك لأن الإمامة لا تنتقل من أخ الى أخ بعد الحسن والحسين (فرق الشيعة للنوبختي ، ص ٦٨ ، ط دار الأضواء).