لا يختلف ولا يتغير ولا يحدث له علم لم يكن عالما به ، ولا يتغير بحدوث معلومة ما كان عالما به ، لا يختلف في ذلك ما سبق على وجود الموجودات ، ولا يتفاوت بعد تجدد الحادثات ، وكذا كل صفاته من الإرادة والكرامة والحياة والقيومية والمشيئة والسمع والبصر والإدراك ، وإن الإرادة وما بعدها راجع الى العلم وشعبه منه ، وإنه متكلم بكلام حادث ، قدرته عليه قديمة في عين ذاته وهو من أفعاله.
قال باب مدينة العلم عليهالسلام : وأما كلامه سبحانه فعل منه أنشأه ومثله لم يكن قبل ذلك كائنا ولو كان قديما كان إلها ثانيا ، وإنه تعالى واحد لا شريك له في إلهيته ولا صفاته ولا أفعاله ولا تدبيره ، فلا ملك لأحد غيره مثقال ذرة فما دونها ، ولا شريك له في ملكه ، ولا ظهير له من خلقه ، ولا شفاعة عنده إلا بإذنه ، وإن الحسن والقبح بمعنى اقتضاء المدح والذم مما يستقل العقل به وإنه جعل لكل مكلف قدرة وإرادة من شأنهما التأثير منضمتين بحسب دواعيه وقصده يفعل بهما الطاعات باختياره والمعاصي كذلك ويتركهما كذلك ، وإنه تعالى كلف تخيرا ونهى تحذيرا فيثيب على فعل الطاعة وترك المعصية ، ويعاقب على تركها وفعل المعصية إن شاء بعدله وحكمته وحجته البالغة ، وإنه تعالى قسم الأرزاق حلالا ولم يقسمها حراما وإنه تعالى عادل حكيم لا يفعل قبيحا ولا يخل بواجب وإنه لطيف بعباده فمن لطفه وجب في حكمته التكليف والأمر والنهي والترغيب والترهيب والزجر والموعظة ، وإنه يجب عليه في الحكمة نصب الفائدة لتوقف اختيار المكلفين عليها ولأنها من اللطف الواجب في الحكمة ولأن العقول بمجردها لا تكفي في الهداية الى الصراط المستقيم من دون تسديد أوليائه من الأنبياء والمرسلين والأوصياء المطهرين ، وأن الرسل والأنبياء والأوصياء يجب أن يكونوا معصومين مستودعين لجميع ما يحتاج إليه من العلوم العقلية والشرعية وإنه تعالى لم يخل الأرض من حجة أبدا إما قائم مشهور أو غائب مستور ، وأن نبينا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف سيد المرسلين لا نبي بعده وأن جميع الأنبياء والرسل قبله على الحق ، وأن شريعته باقية ببقاء التكليف ، وأن الخليفة بعده بلا فصل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه