إلى ذكره سنده ، إن قلت : الذي رواه أهل السنة ، وذكره الترمذي في صحيحه (١) ، اشتمل على زيادة هي قبل.
ومنهم من قال : هم الذين هم على ما أنا عليه وأصحابي ، قلت : مسلم ، إن الترمذي ذكر ذلك تتمة للحديث ، إلا أنا اقتصرنا على ما اتفق على نقله بين الفريقين الشيعة والسنة. فإن الشيعة روته على حالة أخرى. يشتمل على زيادة ، هكذا رووا أنه عليهالسلام قال : افترقت أمة موسى عليهالسلام على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وهي التي اتبعت وصيه يوشع عليهالسلام. وافترقت أمة عيسى عليهالسلام على اثنين وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، وهي التي اتبعت وصيه شمعون عليهالسلام. وستتفرق أمتي على ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار ، إلا واحدة وهي التي تتبع وصيي عليا (٢). فلما لم تكن هذه الزيادة مروية عن طريق أهل السنة ، حذفناها. واقتصرنا على ما اتفق الفريقان على نقله ، على أني أقول ما لا يخالف بين الروايتين مع الزيادتين لأنهما عند التأمل يرجعان إلى معنى واحد ، فإن عليا عليهالسلام سيد الآل والصحابة ، فهو أول صحابي وما هو عليه ، هو الذي عليه الصحابة ، المشار إليهم في الحديث بلا شبهة.
فالمتبع له متبع لما عليه النبي عليهالسلام وأصحابه ، وهو (ع) ممن ثبت إيمانه ، وأنه على الحق ، ما يغير عنه ، ولا زلت قدمه ، وذلك باتفاق المسلمين بخلاف غيره ، فإن من الصحابة من كان منافقا كما يشهد به آي الكتاب العزيز. قال تعالى : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللهُ أَضْغانَهُمْ وَلَوْ نَشاءُ لَأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللهُ يَعْلَمُ أَعْمالَكُمْ) (٣) ، وقوله تعالى :
__________________
(١) صحيح الترمذي ٥ / ٢٥ رقم الحديث ٢٦٤٠ ، كنز العمال ١ / ١٨٣ ، سنن ابن ماجة ـ كتاب الفتن ج ٢ رقم الحديث ٢٩٩٢ ، مسند أحمد ٣ / ١٢٠. سنن الترمذي في كتاب الإيمان.
(٢) الاحتجاج ص ٢٦٣ ، أمالي الشيخ المفيد ص ٢١٣ ، ينابيع المودة ص ١٠٩.
(٣) سورة محمد ، آية ٣٠.