__________________
لرأيناها لا ترفع شكا ، ولا تورث يقينا بموجب ما يلي :
أ ـ اما الأول : ففراغ الشيخ ابراهيم القطيفي من تأليف كتابه الوافية في الفرقة الناجية كان سنة ٩٤٥ ه [الذريعة ١٦ / ١١٧] ، وكانت وفاة العلامة المجلسي في سنة ١١١١ ه كما في مقدمة البحار ، بينما كانت وفاة ابن همام سنة ٣٣٦ ه [رجال النجاشي ص ٢٩٤] ، وابن شعبة من طبقته كما هو مشهور ، فهذا المقدار من القدم بين القطيفي والمجلسي مع بعدهما كثيرا عن ابن همام وابن شعبة لا ينفع في هذا المقام ولا يورث اطمئنانا ، ان لم يكن هناك دليل آخر.
ب ـ وأما الثاني ، فمع تبحّر الشيخ ابراهيم القطيفي وتعمقه ، لم يثبت أنه أعلم وأعرف من المجلسي في هذا المضمار كما ذكره الميرزا النوري.
ج ـ وأما عدم ذكر الكتاب ضمن ترجمته في كتاب الرجال ، فمردود بأن أرباب التراجم نفسهم لم يذكروه كذلك من مؤلفات ابن شعبة ، ثم إن عدم ذكر كتاب لشخص ما في كتب التراجم لا يدل على نفيه عنه ، وفي كتب التراجم أمثلة كثيرة على ذلك ، منها ما أحصاه الشيخ فضل الله الزنجاني [الاختصاص ، ص ١٩] لأربعة عشر كتابا ورسالة للشيخ المفيد فات عن الشيخين النجاشي والطوسي وحتى ابن شهرآشوب ومن تبعهم أن يذكروها في فهارسهم.
د ـ وأما شهادة العلماء فالمقصود بهم رجال الطائفة الأولى ، فلو راجعناها لوجدناها تنتهي الى الشيخ القطيفي ، ولم يسبقه غيره حسب ما اطلعنا عليه من المصادر والمراجع التي بين أيدينا ، ولم يذكر الشيخ القطيفي الدليل الذي تفرد به ، وأما التابعون له : فإما قد نقلوا عنه دون تعليق بسلب أو ايجاب ، ولما اعتمدوا عليه وساروا على خطاه مؤكدين هذه النسبة. وربما اعتمد القطيفي في هذه النسبة على ما ذكر ـ كما هو رأي المتأخرين ـ في مقدمة كتاب تحف العقول لابن شعبة انه رواه عن ابن همام بعد ما وجد في كتاب التمحيص أنه قال : حدثني ابو علي محمد بن همام ، فاعتبر الكتاب أيضا لابن شعبة.
اما الطائفة الثانية التي رجحت الكتاب لابن همام ، أو أكدته له ، كالمجلسي والخوانساري والنوري فقد اعتمدوا في أدلتهم على ما يلي :
١ ـ ان طريقة التأليف عند المشايخ في تلك العصور كانت تنسب الكتاب لنفس المؤلف فيجعل المؤلف نفسه بمنزلة المحدّث ، فربما يقع اللبس حينئذ في نسبة الكتاب للمحدث أو لمن أملى عليه من تلامذته الذين ينقلون عنه كما وقع في كتاب «التمحيص». وهذه الطريقة تجدها في كثير من كتب الكليني والصدوق والشيخ المفيد وغيرهم ، ولو راجعت كتاب كامل الزيارات لابن قولويه لوجدت نفس هذا النسق ، فيقول : أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي الفقيه [كامل الزيارات ص ١٠] علما بأن ابن قولويه ومحمد