بعض المكتبات القديمة المتواجدة في المساجد أو الزوايا وبعض دور العبادة الخاصة. وهذا التراث المخطوط يكاد يستوعب مجمل التراث الفكري والديني لمذاهب أهل السنة والجماعة بالخصوص ، على اعتبار التواؤم السياسي المستمر منذ قرون خلت بين أصحاب هذه المذاهب وبين السلطات المتعاقبة على الحكم في العالم الإسلامي بشكل عام. لذلك يمكن الحديث عن تراث منسي لم يلتفت إليه الا نزرا ، أو بالصدفة دون قصد أو تخطيط. هذا التراث هو الانتاج الفكري العام لباقي الفرق الاسلامية ، وعلى رأسها فرقة الشيعة الامامية الاثني عشرية.
طبعا ظهرت عدة محاولات قام بها مستشرقون وكذلك باحثون مختصون ينتمون لهذه الفرق للاهتمام بتراثهم الفكري والديني المخطوط ، ومحاولة البحث عنه واخراجه الى النور. لكن هذه المحاولات ظلت محدودة مقارنة بالحجم والكم الهائل الذي ما زال ينتظر دوره ، خصوصا تراث الشيعة الإمامية. لأن نتاج هذه الفرقة الاسلامية جاء متميزا من حيث الكم والمضمون.
على أن الحصار الذي كان مضروبا على المجتمعات الشيعية الصغيرة ساهم في الحيلولة دون التعرف على هذا التراث أو الاهتمام به ، خصوصا في المناطق ذات النفوذ السياسي السني.
في هذا الإطار يأتي الكلام حول التراث الفكري الامامي المخطوط في الجزيرة العربية ، وبالخصوص داخل المنطقة الشرقية ، حيث يتمركز المجتمع الشيعي الإمامي منذ قرون والحديث عن مخطوطات الامامية في المنطقة الشرقية حديث ذو شجون ، وذلك للاهمال الكبير الذي تعرضت له هذه المنطقة التي اعتبرت في الماضي منطقة حيوية جدا ، ليس فقط كتقاطع طرقي تجاري ، ولكن كمركز تلاق حضاري استقطب الكثير من النشاطات الفكرية والعلمية ، كان لعلماء الامامية النصيب الاكبر فيها. لكن المنطقة تعرضت للإهمال والاقصاء بسبب بعض الصراعات التي افرزتها مراحل معينة من التاريخ نجم عنها اضطهاد فكري ديني عز نظيره في تاريخ الإسلام. لذا لم يتسن لاصحابه المحافظة عليه الى حد ما.