عليه أحد.
الثاني : إن عمر بن الخطاب مع كونه من الصحابة المهاجرين والعارفين بمدلولات لكلام العربي وبمقاصد النبي صلىاللهعليهوآله لكثرة معاشرته إياه ، ولقرائن لأحوال قال بعد ذلك : بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ولو كان خاصا أو تحمل الخصوص لما قال ذلك ، على أنه لو كان وهما لم يقره عليه النبي صلىاللهعليهوآله ، فإنه سمع كلامه وعرفه ، ولم ينكره ، وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام أقره (١) ورضى به ، وهذا واضح أيضا في أن المراد لعموم.
الثالث : أن أهل العربية الذين أنزل القرآن على لغتهم ويفهمون دقائقه بطبعهم ، فهموا العموم وعرفوه حتى قصد النبي صلىاللهعليهوآله النعمان بن الحارث الفهري ، وقال له : ما قال وهو عليهالسلام في ملأ من أصحابه ، فأجابه بالقسم لعظيم ، إنه من الله وقد علم عليهالسلام أن كلامه كلام منكر ومستكبر من ذلك. ولو كان المراد به أمرا خاصا لأجابه به ، فإقراره على ما فهم ، منضما الى فهمه وسؤاله لي ملأ من الأصحاب ، دليل صريح على أن المراد العموم ، وهذا أيضا واضح.
ومنها تأويل المولى فإن لفظ المولى مشترك ، فقد لا يراد به الأولى والسيد المطاع ، بل أحد معانيه المشتركة ، وليس شيء أيضا ، لأن العمدة في معاني المولى في العربية (٢) ، وهو الأولى لأنه أكثر استعمالا حتى إن الإطلاق ينصرف إليه إذا لم تقم قرينة على غيره لكثرة استعماله ، ثم إنا نجيب عن ذلك من وجوه الأول والثاني والثالث ما ذكرناه في الجواب عن احتمال إرادة الخصوص ، فإنها صالحة للجواب عن هذا كما لا يخفى ، كيف لا وقد قال عمر بن الخطاب : هنيئا لك يا بن أبي
__________________
(١) تقدمت الهاء على الواو في الأصل فوردت أقروه والأصل ما أثبتناه.
(٢) صرح اللغويون بأن كل من ولي أمر واحد فهو وليه ، فيكون المعنى : أن الذي يلي أموركم فيكون أولى بها منكم ، إنما هو الله ورسوله وعلي. راجع مادة (ولي) من الصحاح أو من مختار الصحاح. أو غيرهما من معاجم اللغة.