طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
الرابع : إن معاني المولى عشرة : الأولى (١) ، والإمام ، والسيد المطاع ، ومالك الرق ، والمعتق ، وابن العم ، وناصر ، وضامن الجريرة ، والجار ، والحليف ، ولا يصح حمل قوله عليهالسلام من كنت مولاه فعلي مولاه إلا على أحد الأولين. كما لا يخفى إذ لا اشتباه في غير الناصر ، ومعلوم أن مثل ذلك المقام ، لا يقتضي ولا تحمل ذلك على أن نصرة النبي عليهالسلام في الحقيقة إنما هي إقامة الدين ، والحجج ، والهداية ، وحفظ الشريعة ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من وظائفه عليهالسلام ، وبثبوتها لأمير المؤمنين عليهالسلام يقتضي المطلوب.
الخامس : إن نزوله في غير محل النزول وفي غير وقته ، وندائه بالاجتماع وقيامه خطيبا وذكر مقدمة الحديث بقول : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ، ألست أولى بكل مؤمن ومؤمنة من نفسه وأتباعه؟ ، ذلك بعد قول المسلمين : بلى ، بقوله : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، يدفع كل احتمال غير الأولى والسيد المطاع. وهذا واضح لا يرده إلا مكابر مقتضى عقله ويزيده بيانا. ويدفع الريب ما ذكره الثعلبي في تفسيره ؛ أن سبب نزوله وخطبته ونصه إنزال قوله تعالى (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) (٢) ، ومما يدع احتمال الوهم ما أورده حسان بن ثابت (٣) شاعر النبي صلىاللهعليهوآله من الأنصار ، بعد قول النبي صلىاللهعليهوآله ، واستئذانه أن يقول شعرا ، فقام على نشر من الأرض والنبي صلىاللهعليهوآله يسمع وجماعة المسلمين ، فقال :
__________________
(١) المولى بمعنى الأولى راجع الغدير للأميني ١ / ٣٤٠ ـ ٣٨٥ ، التبيان للشيخ الطوسي ٢ / ٥٥ ط النجف ، المراجعات ، / ت / الشيخ حسين الراضي ص ٢٢٧ ـ ٢٣٢.
(٢) تفسير الثعلبي (مخطوط) ، وشواهد التنزيل ١ / ١٨٨ ، وتفسير النيسابوري (غرائب القرآن ورغائب الفرقان) ، هامش تفسير الطبري ٦ / ١٩٤ ـ ١٩٥.
(٣) هو حسان بن ثابت بن المنذر الذي قال فيه الرسول (ص) لا تزال يا حسان مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك (ت ٥٤ ه / ٦٧٤ م) ، الزركلي : الأعلام ٢ / ١٨٨ ، الغدير ٢ / ٣٤.