وقال له من حَضَره : ونجد ، فقال : هناك الزلازل والفتن.
أما والله ، لفتنة الشهوات فتنةٌ ، والظلمة التي يعرف كلّ خاصٍّ وعامٍّ من أهلها أنّها من الظلم والتعدّي ، وإنّها خلاف دين الإسلام ، وأنّه يجب التوبة منها ، أنّها أخفّ بكثيرٍ من فتنة الشبهات التي تضلّ عن دين الإسلام ، ويكون صاحبها من الأخسرين (أَعْمالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) (١).
وفي الحديث الصحيح (٢) : هلك المتنطعون ـ قالها ثلاثاً ـ.
فإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
أنقذنا الله وإياكم من الهلكة ، إنّه رحيمٌ.
فصل
وممّا يدلّ على بطلان مذهبكم :
ما أخرجه الإمام أحمد (٣) ، والترمذيّ ـ وصحّحه ـ والنسائي ، وابن ماجة من حديث عمرو بن الأحوص ، قال سمعتُ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول في حجّة الوداع : ألا إنّ الشيطان قد أيس أن يُعبد في بلدكم هذا أبداً ، ولكن ستكون له طاعة في بعض ما تحقّرون من أعمالكم ، فيرضى بها.
وفي صحيح الحاكم (٤) عن ابن عبّاسٍ أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم خطب في حجّة الوداع ،
__________________
(١) الكهف : ١٠٤.
(٢) إتحاف السادة المتقين للزبيدي : ٢ / ٥٠.
(٣) مسند أحمد : ٢ / ٣٦٨ ، سنن الترمذي : ٤ / ٤٠١ ح ٢١٥٩ ، سنن النسائي : ٦ / ٣٥٣ ح ١١٢١٣ ، سنن ابن ماجة د ٢ / ١٠١٥ ح ١٠٥٥.
(٤) المستدرك على الصحيحين ١ / ٩٣ كتاب العلم أوله : ألا أن الشيطان ....