حتى يخر البعض على الوجه والأعمال توزن صحائفها ، أو تجعل الحسنات أجساما نورانية ، والسيئات ظلمانية).
في سائر السمعيات المتعلقة بأمر المعاد ، وجملة الأمر أنها أمور ممكنة نطق بها الكتاب والسنة ، وانعقد عليها إجماع الأمة ، فيكون القول بها حقا ، والتصديق بها واجبا. فمنها المحاسبة المشار إليها بقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (١).
وبقوله (عليهالسلام) : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا» (٢) وأهوالها : هول الوقوف ، قيل : ألف سنة ، وقيل : خمسون ألفا ، وقيل : أقل ، وقيل : أكثر ، والله أعلم : قال الله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٣) (يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ) (٤) وهول تطاير الكتب. قال الله تعالى : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) (٥).
وقال : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتاباً يَلْقاهُ مَنْشُوراً) (٦) وهول المسألة : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) (٧) (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (٨).
وهول شهادة الشهود العشرة : الألسنة ، والأيدي ، والأرجل ، والسمع ، والأبصار ، والجلود ، والليل ، والنهار ، والحفظة الكرام. قال الله تعالى : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ) (٩) وقال : (حَتَّى إِذا
__________________
(١) سورة غافر آية رقم ١٣.
(٢) الحديث أخرجه الإمام الترمذي في كتاب القيامة ٢٥.
(٣) سورة الصافات آية رقم ٢٤.
(٤) سورة النبأ آية رقم ٣٨.
(٥) سورة الانشقاق آية رقم ٧ ، ٨.
(٦) سورة الإسراء آية رقم ١٣.
(٧) سورة الصافات آية رقم ٢٤.
(٨) سورة الحجر آية رقم ٩٢.
(٩) سورة فصلت آية رقم ٢٠.