توفيق التوبة ، أو يلهيه عن آجل العقوبة عاجل اللذة ، بخلاف حديث الجحر والحية.
وعن الثاني بأنه مع كونه من الآحاد ليس على ظاهره وفاقا للقطع بأن من وعد غيره عدة ثم أخلفها لم يكن منافقا في الدين ، وإذا تأملت ، فحال الفاسق على عكس حال المنافق ، لأنه يضمر حسناته ، ويظهر سيئاته.
قال : المبحث الثاني في الإسلام ـ
(الجمهور على أن الإسلام والإيمان واحد. بمعنى رجوعهما إلى القبول والإذعان ، وكون كل مؤمن مسلما ، والعكس في حق الاسم ، والحكم ، والدار للإجماع على ذلك ولشهادة النصوص مثل : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (١)
مع أن الإيمان مقبول وفاقا ومثل : قوله تعالى : (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (٢)
ومثل : (قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ) (٣). احتج المخالف بتفارقهما لقوله تعالى : (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) (٤)
وتعاطفهما كقوله تعالى : (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ) (٥)
وقوله تعالى : (وَما زادَهُمْ إِلَّا إِيماناً وَتَسْلِيماً) (٦)
وتخالفهما في البيان بعد الاستفسار كقوله صلىاللهعليهوسلم : الإيمان أن تؤمن بالله .. إلى آخره ، والإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله .. إلى آخره
__________________
(١) سورة آل عمران آية رقم ٨٥.
(٢) سورة الذاريات آية رقم ٣٦.
(٣) سورة الحجرات آية رقم ١٧.
(٤) سورة الحجرات آية رقم ١٤.
(٥) سورة الأحزاب آية رقم ٣٥.
(٦) سورة الأحزاب آية رقم ٢٢.