ما زوى لي منها. وقوله : الخلافة بعدي ثلاثون سنة. وكإخباره بهلاك كسرى وقيصر وزوال ملكهما ، وإنفاق كنوزهما في سبيل الله ، وباستيلاء الأتراك .. إلى غير ذلك مما ورد في صحاح الأحاديث ، وقد اقترنت بدعوى النبوة ، فيتميز عن الكرامات ، وبطهارة النفس وصوالح الأعمال ، وترك المراجعة إلى أحوال الكواكب ، والنظر في آلاتها ، فيتميز عن السحر والكهانة والنجوم وأمثال ذلك.
قال : وأما النوع الثالث
(وأما النوع الثالث فكان النور الذي كان ينتقل في آبائه ، وولادته مختونا مسرورا ، وخاتم النبوة ، ورؤيته من خلفه ، وكاتصافه بغاية الصدق ، والأمانة والعفة والشجاعة ، والفصاحة ، والسماحة ، والزهد ، والتواضع ، والشفقة ، والصبر ، والمعارف ، والمكارم ، والمصالح ، وكونه مستجاب الدعوة ، وكخرور الأوثان ، وسقوط شرف قصور الأكاسرة ليلة ولادته ، وإظلال السحاب عليه ، وانشقاق القمر ، وانقلاع الشجر ، وتسليم الحجر ، ونبوع الماء من بين أصابعه ، وحنين الجذع ، وشكاية النوق ، وشهادة الشاة المسمومة ، وتسبيح الحصى ، ونحو ذلك مما لا يكاد يحصى).
من أنواع المعجزات أفعال ظهرت منه (عليهالسلام) على خلاف العادة تربى على ألف ، قد فصلت في دلائل النبوة ، بعضها إرهاصية ظهرت قبل دعوى النبوة ، وبضعها تصديقية ظهرت بعدها وتنقسم إلى أمور ثابتة في ذاته ، وأمور متعلقة لصفاته ، وأمور خارجة عنهما.
فالأول : كالنور الذي كان ينقلب في آبائه ، إلى أن ولد وكولادته مختونا مسرورا وضعا إحدى يديه على عينيه ، والأخرى على سوأته ، وما كان من خاتم النبوة بين كتفيه ، وطول قامته عند الطويل ، ووساطته عند الوسيط ، ورؤية من خلفه كأن يرى من قدامه.
والثاني : كاستجماعه الغاية القصوى من الصدق ، والأمانة ، والعفاف ، والشجاعة ، والفصاحة ، والسماحة ، والزهد ، والتواضع لأهل المسكنة ، والشفقة على الأمة ، والمصابرة على متاعب النبوة ، والمواظبة على مكارم الأخلاق ،