قال : خاتمة
(خاتمة ـ النبوة مشروطة بالذكورة ، وكمال العقل ، وقوة الرأي ، والسلامة عن المنفرات كزنا الآباء ، وعهر الأمهات والفظاظة ، ومثل البرص ، والجذام ، والحرف الدنيئة ، وكل ما يخل بالمروءة وحكمة البعثة ، ونحو ذلك).
من شروط النبوة الذكورة ، وكمال العقل ، والذكاء ، والفطنة ، وقوة الرأي ، ولو في الصبا كعيسى ويحيى (عليهماالسلام) ، والسلامة عن كل ما ينفر عنه كزنا الآباء ، وعهر الأمهات ، والغلظة والفظاظة ، والعيوب المنفرة كالبرص ، والجذام ، ونحو ذلك ، والأمور المخلة بالمروءة كالأكل على الطريق ، والحرف الدنيئة كالحجامة ، وكل ما يخل بحكم البعثة من أداء الشرائع ، وقبول الأمة.
قال : وقد ورد
(وقد ورد في الحديث أن عدد الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا ، وعدد الرسل ثلاثمائة وثلاثة عشر ، لكن الأولى ترك التنصيص لأنه ربما يفضي إلى إثبات النبوة حيث ليس ، ونفيها حيث أيس ، ويخالف ظاهر قوله تعالى (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ) (١).
يعني قد ذكر في بعض الأحاديث بيان عدد الأنبياء والرسل على ما روي عن أبي ذر الغفاري أنه قال : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : كم الأنبياء؟ فقال : مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا. فقلت : وكم الرسل؟ فقال ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا. لكن ذكر بعض العلماء أن الأولى أن لا يقتصر عددهم لأن خبر الواحد على تقدير اشتماله على جميع الشرائط لا يفيد إلا الظن ، ولا يعتبر إلا في العمليات دون الاعتقادات وهاهنا حصر عددهم يخالف ظاهر قوله تعالى : (مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ) (٢)
ويحتمل أيضا مخالفة الواقع ، وإثبات نبوة من ليس بنبي إن كان عددهم في
__________________
(١) سورة غافر آية رقم ٧٨.
(٢) سورة غافر آية رقم ٧٨.