وقد شَوِصتْ شَوَصا وإن فُلانا لَأشْوَصُ* صاحب العين* نَدَصَت عيْنُه تَنْدُص نُدُوصا ـ جَحَظت* ثابت* وفى العين اللَّخَص ـ وهو كثرةُ اللحم وغِلظُ الأجْفان رجل ألْخَصُ وامرأة خَلْصاءُ وقد لَخِص لَخَصا واللَّخَص خِلْقةٌ فى العين ليس بحادث من داءٍ وقد قدّمت أن اللَّخَصة شَحْمة فى العين وفيها الحَوَصُ وهو ضيقٌ بالمُؤْخِر وانضمامُ الجَفْنين كأنهما مَخِيطَانِ ورجل أحْوَصُ وامرأة حَوْصاءُ وأنشد

استطَرَّ افتعلَّ من الطُّرورِ وأصل الحَوَص من الحَوْص وهو الخِيَاطة* قال أبو على* وبذلك سمى الاحْوَصانِ من بنى جعفر بن كلاب غَلَبت الصفة عليهما وقيل بل هو اسم موضوعٌ لهما منقول من الوَصْف وأما قول الاعشى

فعلى أنَّه جعل كلّ واحد من هذين (١) أحْوَصَ فأمَّا جمعُه الأحْوص مرة على فُعْل ومرَّةً على أفاعِلَ فالقول فيه عندى أنه جَعَل الاوَّل على قول من قال العباس والحرث (٢) وعلى هذا ما أنشده الاصمعى

* أحْوَى من العُوجِ وَقَاحُ الحافِرِ*

قال وهذا مما يدلُّك فى مذاهبهم على صحَّة قول الخليل فى العَبَّاس والحرث انهم إنما قالوا بحرف التعريف لأنهم جعلوه الشئَ بعينه ألا ترى أنهم لو لم يكن كذلك لم يُكَسِّروه يعنى أفْعَل وأما الآخر فانه يحتمل عندى ضربَيْن يكون على قول من قال عباس وحارث ويكون على النَّسَب مثل الأحامرة والمَهَالبة كأنه جعل كل واحد أحْوَصِيًّا* أبو حاتم* الحَوَص ـ أن تَضِيق إحْدَى العينين دون الأُخْرى* ثابت* الخَيَص ـ أن تَكُون إحْدَى العينين أعظمَ من الأخرى رجل أخْيَصُ وامرأَة خَيْصاءُ* أبو زيد* الخَوَص ـ ضِيقُ العين وصِغَرها خِلْقةً أو داءً وقد خَوِص خَوَصا فهو أخْوَصُ والأنثى خَوْصاءُ وقيل الخَوَص أن تكونَ إحْدَى العينين أصغرَ من الأُخْرى

__________________

(١) (قوله جعل كل واحد من هذين) أى من قبيلة هذين فتنبه كتبه مصححه

(٢) من قال العباس والحرث أى من راعى الوصفية فى هذين العلمين فيكون قد راعى الوصفية فى الاحوص فصح جمعه على فُعْل اه