الى المرتجل والمستعمل الى المستعمل والغريب الى الغريب والنادر الى النادر .... (١) ومن ذلك أن تكون اللفظة منقولة عن معنيين مختلفين فصاعدا فاذا قِيلَتْ على معنىً متقدّم نُبِّه على أن لها معنى باقيا يُؤْتَى به فيما يُسْتَقْبَل أو معنيين أو معانِىَ واذا قيلت على معنى متأخر عن ذلك المعنى نُبِّه على أن لها معنى آخر قد تقدّم أو معنيين أو معانى ..... (٢)
الانسان قد تَعْجِز طبيعتُه عن ادراك ما لا تَعْجِز
فى صحة الوضع وقوّة الطبع ولذلك ما رأينا المتأخرين
يَتَتَبَّعونَ أوضاعَ المتقدمين منهم ولا يُعْدِمُهُم
التصفح مكانا يبين لهم خلله فى بادئ الرأى
لما يَجْرُون اليه من الانصاف ويَحِيدُون عنه من
فيعاندون اناءهم بينهم وبين أنفسهم أو بينهم وبين غيرهم حتى اذا وَضَحَ لهم صِدْقُ ما بدى اليهم لِمَا أعملوه من الطاف التَّطَلُّب وبَذَلُوه من الوُسْعِ فى ضُروبِ التَّعَقُّب فارتَفَعَتِ الظُّنون وقَتَلَ الشكَّ اليقينُ ...
... من الواو الا على المعا ... لا لعلة غيرها ... (٣) ومن غريب ذلك اذا جئتُ باسم الفاعل على غير الفعل عَقَدتُه بالواو أوجئتُ به على الفعل عَقَدتُه بأو ... لأن ... مُؤْذِنة بأنَّ ما قبل ... (٤) والواو ليست بسبب الا أنى أجِىء باسم الفاعل اذا كان على الفعل لأن صيغة الفعل دليلةٌ على صيغة اسم الفاعل الذى بُنِى على الفعل وهذا مما لم يتَقَدَّمْنى اليه لُغَوِىٌّ ولا أشار الى الاشعار به نَحْوِىٌّ وإنما هو من مَقَاطِعِ القُدَماء المُتَفَلْسِفَةِ الحُكَماء وذلك مَقْطَعٌ اذا تَأَمَّلْتَهُ ظريف ومَنْزَعٌ اذا اهْتَبَلْتَ به لطيف وربما كان ... (٥) أبى حنيفة (٦) فى الأنواء والنبات وككتاب يعقوب فى النبات ...
وفى الآباء والأمهات والابناء والفروق والأصوات وككتب أبى حاتم فى الأزمنة وفى الحشرات وفى الطير وككتب الاصمعى فى السلاح وفى الابل وفى الخيل وككتاب أبى زيد فى الغرائز والجرائم ونحو ذلك من الكتب المؤلفة فى الالفاظ المفردة وكتابُنا هذا مُغْتَرِفٌ جميعَ هذه
__________________
(١) هنا بياض بالأصل
(٢) هنا بياض بالأصل
(٣) هنا بياض بالأصل
(٤) هنا بياض بالأصل
(٥) هنا بياض بالأصل
(٦) الكتب التى أخذ عنها