فهو مُرْمَغِلٌّ ـ أى رَطْب وقيل المُرْمَغِلُّ المَبْلول للدَّبْغ والجِلْد الغاضِرُ ـ الذى أُجِيد دِباغُه وأنشد
ومَكْسَحَ أطْرافِ التُّراب من الحَصَى |
|
ومَوْضِعَ مَثْنِىٍّ من القَدِّ غاضِرِ |
فان نَهِكَه الدِّباغ قيل أديمٌ مُغَلْغَل فاذا أُجِيدَ دبْغ القِربة قيل لَجادَ ما عَلَّكْتموها مشدّدة ويُقال تَرَكْتُموها كأنَّها قَطِنة اذا أجادُوا دِبَاغها والقَطِنة ـ القِبَة والسّنْط ـ قرظ يَنْبُت بالصَّعِيد وهو حَطَبُهم* وقال* جِلْد مُفَوًّى ـ مصْبوغٌ بالفُوَّة وأرض مَفْواةٌ ـ كثيرة الفُوَّة واللُّكَيَّة ـ الجُلُود المدبُوغة باللُّكِّ وهو عُصَارة اللَّكِّ وسيأتى ذكر اللُّكِّ واللَّكِّ فى باب الصُّمُوغ واذا احْمَرَّ الأديم فهو القَرْف وأنشد
* أحمرُ كالقَرْفِ وأَحْوى أدْعَجُ*
فان لم يَنْصبِعْ ويَحْمَرْ وفَسَد قيل قمر قَمَرا واذا صُنِع من الأديم شئٌ فجعلت أَدَمَته هى الظاهرَةُ يطلَب بذلك لِينُه قيل أُودِمَ وأنشد
* فى صَلَب مِثْلِ العِنَانِ المُؤْدَم*
وان جُعلَتْ بَشرَته هى الظاهرةَ قيل أُبْشِر* على* ومنه قولُهم مُؤْدَمٌ مُبْشَر وقد تقدم* أبو حنيفة* فان قُشِرت بَشَرتُه قيل بُشِر بَشْرا* ابن السكيت* بَشَرْته أَبْشُره بَشْرا ـ وهو أن تأخُذ باطِنَه بشَفْرة* أبو حنيفة* واسم ما بَشَرْت منه البُشَارة ومن البَشَرة قيل باشَر فلانٌ فلانا اذا ضاجَعَه فَوِليَت بَشَرتُه بَشَرتَه وقد تقدم الاْيدَام والاْبْشار فى الانسان الدَّاهِى فاذا تُتُبِّع ما يَبْقَى فى بَشَرة الجِلْد من القِشْرة الرَّقِيقة التى تكونُ فى أُصُول الشَّعَر أُخِذَت عن الاهَاب بشَفْرة والا لم يَتَبالَغِ الدِّباغُ فى الجِلْد ويُقال لتِلْك القِشْرة الحُلَاءة والتِّحْلِئَة والجميع التِّحْلِئُ ومَثَل من الامثال «أَحْمَقُ من الدَّابِغِ على النِّحْلِئِ» وقد حَلَأْت الاهَاب أحْلَؤُه حَلْأ ومن أمثالهم «حَلَأَتْ حالِئَةٌ عن كُوعِها» ـ أى اتَّقَى مُتَّقٍ على نَفْسه والتِّحْلِئُ أيضا ـ وسَخٌ يَبْقَى فى جِلْد الاهاب فاذا دُبِغ لم يُنْقِ دبْغُه فلا يَلْبَث ذلك المكانُ أن يَنْخَرِق واذا تَقَشَّر الأدِيم وظَهرتْ بشرته قيل تَكَشَّأ واذا انْقشَرتْ بَشَرتُه قيل انْسَحَق الجلْدُ فلا تَكونُ له قُوّةٌ* ابن جنى* تَحَرَّدت الأدِيمَ ـ ألقَيْت ما عليه من الشَّعْر وحَرَتُّه أَحْرُتُه