ـ ظهرتْ مَشْرَتْه وحينئذ تَرَى الشجرَ قد اسْتَدَّت خَصَاصُهُ وخَفِيَتْ عِيدانُه القديمة وأنشد
لها تَفِرَاتٌ تَحْتَها وقَصَارُها |
|
الى مَشْرَةٍ لم تعْتَلقْ بالمحَاجِن |
واذا كان النباتُ قَصِيرا زَمِرًا فهو ـ تَفِرٌ وقَصَارُها منتهاها الى شجرٍ فوق أعالى الجبال قد أَمْشَرَ ولم تعتلق مَشْرتها بمَحَاجِن الرِّعاء التى يَهْتَصِرون بها الأَفْنان يعنى أن الرِّعاء لا يَبْلُغُون مواضَع هذا الشجرِ لارتفاعه .... (١) وقد قصد وأنشد
ولا تَسْفَعَاها بالحِبال وتَحْمِيَا |
|
علَيْها ظَلِيلَاتٍ يرِفُّ قَصِيدُها |
وذلك أَغَضُّ ما تكون الشجرةُ وأَنْعَمُه وحينئذ يقال تَلَفَّع الشجرُ ـ اذا تَجَلَّلَ الخُضْرةَ ويقال لتلك المَشْرة التى خَلَفَت القَصَدُ والواحدة قَصَدة واذا ظَهَرت الخُوصة فوق الشجر قيل طَفَتْ طُفُوًّا ويقال للشجرة حينئذ قد نَدَرَتْ وذلك حين يَسْتَمْكِن المالُ منها من حيث أتاها واذا تلوّنت المَشْرة بِلَوْنِها واشتدّت فصارت قُضْبانا ودَخَل بعضُها فى بعض قيل وَشَجَتْ وُشُوجا واسْتَكَّتْ* قال* والغُصْن اذا كان كذلك له شُعَبٌ صغار قد الْتَبَس بعضُها ببعض فهو غصن مَرِيجٌ ومنه قوله جَلَّ اسمُه (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ) * قال أبو زيد* أَشْطَأَت الشجرةُ بغصونها ـ أَخْرَجَتْها* أبو حنيفة* واذا بَدَأ الشجرُ يُورِق فكان صِنْفَيْن صنفا قد أَوْرَق وصِنْفًا لم يُورِق قيل ـ صَنَّفَ الشجرُ وكذلك فى الاثمار والجُفُوف قال الشاعر ووَصَفَ نساءً حادَثَهُنَ
حَدِيثًا لَوَانَّ الارضَ تُولَى بِمِثْلِهِ |
|
نَمَا البَقْلُ واهْتَزَّ العِضَاهُ المُصَنِّفُ |
* قال* واذا صَنَّفَتِ العِضَاهُ حَبَلَ الحابِلُ يعنى نَصَبَ حِبالَتَه ولا يقال احْتَبَل انما الاحْتِبَالُ أن يَقَع الصَّيْدُ فى حِبَاله ويقال لجميع النبات الاخْضَر ـ الخُضْرة اسمٌ اشْتُقَّ له من النعت وأنشد
اذا شَكَوْنَا سَنَةً حَسُوسا |
|
تَأْكُلُ بَعْدَ الخُضْرةِ اليَبِيسا |
والخُضْرة لا تُؤْكَل الا أن يراد بها الاخْضر وتُجْمع الخُضْرةُ الخُضَر والأَخْضارُ يراد بها الخَضْرَاواتُ وأنشد
__________________
ـ مدره يدفع الخصوم بأيد وبوجه يزينه العرنين كنت لي عدّة وفوقك لافو في فقد صرت ليس دونك دون
(١) بياض بالأصل كنت مولى وصاحبا صادق الخبرة حقا وخله لا تخون أنا حاميك مثل أبائي الزهر لآبائك التي لا تهون كان منك اليقين ليس بشاف كيف اذا رجمتك عندي الظنون كم خليل بزينه وابن عم وحميم قضت عليه المنون فعليك السلام منى كثيرا أنفذت ماءها عليك الشؤون فتعزيت بالتأسى وبالصبر وإني بصاحبي لضنين وكتبه محقق محمد محود لطف الله تعالى به آمین