وحظّ الشيطان من اسم الجبّار المتكبّر ، ولذلك عصى واستكبر ، وحظّ الحيوانات من اسم السميع والبصير والحي والقدير ، وأشباهها ، وحظّ النار من القهّار ، والهواء من اللطيف ، والماء من النافع ، والأرض من الصبور ، والأدوية السمّية من الضار ، والدنيا من الأوّل ، والآخرة من الآخر ، إلى غير ذلك.
واختصّ الإنسان بالحظّ من جميع الأسماء ؛ ولذلك أطاع تارة ، وعصى أخرى (خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً) (١).
ومن هنا قال تعالى : (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها) (٢) ، أي ركّب في فطرته من كلّ اسم من أسمائه المتقابلة المنقسمة إلى الجمالية ، والجلالية ، المعبّر عنهما باليدين في قوله تعالى: (خَلَقْتُ بِيَدَيَ) (٣).
ولما كانت كيفية علمه تعالى بالموجودات من جهة اشتمال أسمائه على كلّ شيء ، قال تعالى : (فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وَما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ) (٤) ، كأنهم حيث لم يحصل لهم العلم بالأسماء لم يعرفوا كيفية علمه تعالى بكلّ خفي ، وجليّ ، وجزئي وكلّي.
__________________
(١) ـ سورة التوبة ، الآية ١٠٢.
(٢) ـ سورة البقرة ، الآية ٣١.
(٣) ـ سورة ص ، الآية ٧٥.
(٤) ـ سورة البقرة ، الآية ٣٣.