مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها) (١). إلى غير ذلك من الآيات.
وصل
كلّ ما وجوده لنفسه فحياته ذاتية ، وكل ما وجوده لغيره فحياته عرضية ؛ لأنها بتوسّط ذلك الغير ، فلو لم يكن لذلك الغير وجود لنفسه ، كصور الأجسام القائمة بالمواد ، فمثل هذا الشيء ميّت إلّا بقدر اتّصاله بوجوده الغيبي القائم بالذات ، فإنّه من تلك الجهة حي.
وبالجملة : الحياة كالعلم والنور تابعة للوجود ، كما أنّ متقابلاتها تابعة للعدم ، فالمجرّدات عن المادّة حياتها ذاتية ، والماديات حياتها عرضية ، لكن الماديات الّتي لها نفوس مجرّدة يمكن أن يطلق عليها الحي بالذات ؛ لأنّ الغلبة والقهر فيها للنفوس ، والحيوان أخصّ من الحي بالمعنى الأعم مطلقا ، وأعم من الحي بالذات من وجه ؛ لأنّه إنّما يطلق على الحساس المتحرّك بالإرادة ، سواء كانت حياته ذاتية ، أو عرضية.
__________________
(١) ـ سورة الأنعام ، الآية ١٢٢.