ما أكثر الآيات المدنية بين الآيات المكّية وبالعكس ، ويشهد بذلك :
١ ـ مجيء الضمير : «عنكم» و «يطهّركم» دون : عنكنّ ويطهّركنّ.
٢ ـ اتّصال الآيات التي بعد آية التطهير بالتي قبلها ، بحيث لو رفعت آية التطهير لم يختلّ الكلام أصلاً ... فليست هي عجزاً لآية ولا صدراً لأُخرى ... كما لا يخفى.
ثمّ ما ألطف ما جاء في الحديث جواباً لقول أُمّ سلمة : «ألستُ من أهل البيت؟» قال : «أنتِ من أزواج رسول الله»!! فإنّه يعطي التفصيل مفهوماً ومصداقاً بين العنوانين : عنوان «أهل البيت» وعنوان «الأزواج» أو «نساء النبيّ».
فتكون الآيات المبدوءة ـ في سورة الأحزاب ـ ب (يا نِساءَ النَّبِيِّ) (١) * خاصّةً ب «الأزواج» والآية (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) خاصّةً بالعترة الطاهرة.
__________________
(١) سورة الأحزاب ٣٣ : ٣٢.